تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عندما توفيَت مارغريت هوفمان في الربيع الماضي، نُقِلَ رفاتها من كاليفورنيا إلى ويسكونسن، مسقط رأسها، حيث دفنت في قطعة أرض حسبَ ما أَوصَت بهِ منذ سنوات. وسادَ هذه الجنازة مراسمُ مسيحية قصيرة، أنشَدَ فيها الحاضرون ترنيمة "The Old Rugged Cross" بناءً على وصيتها. وقد مرَّ كل شيء كما كان مُخَطَّطًا لهُ.

ولأنَّ الكَمال في الأشياء مُحال، فإن الشيء الذي لم تحسب هوفمان لهُ حسابًا هو أن جنازتها ستتم في خضم جائحة عالمية جعلَت حضور أفراد أسرتها للجنازة أمرًا مستحيلًا، باستثناء عدد قليل من أبناء عمومتها البعيدين.

اتفقت مجموعة من خريجي برنامج كايسيد للزمالة الدولية في أثناء جلسة عقدت افتراضيًّا يوم الأربعاء الفائت على أنه "ينبغي أن يكون الحوار بين أتباع الأديان والمجتمعات المحلية سمة دائمة لحياة ما بعد الصراع".

وفي الجلسة الافتراضية تلك التي قادتها باربرا والش، رئيسة مجلس إدارة مركز غلينكري للسلام والمصالحة في إيرلندا، خلُص المشاركون إلى أن تحقيق السلام في مجتمع يسوده الانقسام يتطلب جمع الأصوات المعارضة تحت سقف واحد.

في ظل مواجهة العالم أجمعُ جائحة عالمية وأصواتًا متعالية تدعو إلى ممارسة العنف على مكونات المجتمع الأخرى، فقد أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء عالميًّا في مايو من العام الماضي لوقف خطاب الكراهية المرتبط بجائحة كوفيد-19.

ومنذ ذلك الحين، أطلقت الموجة الأولى للجائحة العنان لطوفان من مشاعر الحقد وكراهية الأجانب وإلقاء اللوم على الغير وبث الرعب في الناس على حد وصفه غوتيريش بــــ "تسونامي" خطاب الكراهية الذي ارتفع إلى جانب جائحة كوفيد-19 في دول العالم.

في أعقاب اندلاع حرب ضروس، غرقت جمهورية إفريقيا الوسطى في بحر أزمة جديدة. ومع أن رئيسها فاز بفترة رئاسة جديدة لمدة خمس سنوات، فقد واصل تحالف جديد ينتمي إلى الجماعات المسلحة شن هجمات على الصعيد المحلي مما ألحق مزيدًا من الأذى بالسكان المدنيين في جمهورية إفريقيا الوسطى بعد عقود من الاضطرابات.

في كل يوم في ميانمار، يستخدم الآلاف من مواطني بورما هواتفهم من أجل التحقق من آخر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار اليومية. وعلى الرغم من أنه يبدو عملًا روتينيًا للناس في معظم أنحاء العالم، فإنه قد حمل ميانمار إلى مستنقع العنف الوحشي والصراع لسنوات عديدة.

وعلى الرغم من وجود أمل كبير في السلام والحرية في ظل انتقال البلاد إلى الحكم المدني في عام 2011، إلا أن ميانمار شهدت تناميًا كبيرًا في خطاب الكراهية والمعلومات المضللة التي تستهدف المجتمعات الدينية والعرقية.

الأستاذة وفاء المخامرة والدكتورة رانيا الأيوبي هما بطلتا قصتنا لهذا اليوم.  وسنكتشف معهما أحداث قصة عنوانها الإلهام بإيجاد شراكات مستدامة بين أتباع الأديان.

في الرابع من أغسطس من عام 2020، ضرب العاصمة اللبنانية بيروت انفجار ضخم مخلفًا قتلى وجرحى. ومما زاد الطين بلة وضع هذا البلد الذي يرزح أساسًا تحت وطأة وباء عالمي وأزمة سياسية واقتصادية طاحنة.

لا يخفى على أحد الدمار الذي تسبب فيه انفجار نترات الأمونيوم في ميناء بيروت، محدثًا بذلك موجة صدمة تفوق سرعة الصوت، وبالتالي دمارًا هائلًا لما يربو عن 30 % من البنية التحتية لبيروت وتحطيم النوافذ الزجاجية للأبنية على مسافة تسعة كيلومترات.

تَقِف اليَوم جمهورية أفريقيا الوسطى في مفترق طرقٍ لا تَعلَم بالضبط أيَّ طريق منها تسلك. فبَعد سنوات من حالة الاضطراب، يتوجه مواطنوها إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد للتصويت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وعلى قدر التخَوف من شبح إراقة الدماء الذي يهدد النتيجة، فإن نفس القدر من الأهمية توليه البلاد للتصويت حتى ترسم مستقبل البلاد وتَتَضِحَ مَعالمهُ.

في بداية قصته الملهمة، يتحدث الحاخام أليكس غولدبرغ عن النقلة النوعية التي "عكست بوصلة" مسيرته المهنية الحافلة بقائمة غير عادية من المشاريع، ولا سيما عمله مذيعًا في إذاعة بي بي سي وناشطًا حقوقيًا ومديرًا تنفيذيًا ومحاميًا نحو التعليم الحاخامي الذي ساعده في الوصول في نهاية المطاف إلى تبوء مكانته الجديدة قسيسًا في جامعة ساري Surrey البريطانية.

فحاليًا، يُعد غولدبرغ الحاخام الأول والوحيد في المملكة المتحدة الذي أصبح قسيسًا منسقًا في إحدى الجامعات الكبرى، وهو الدور الذي كان تقليديًا تحتكره كنيسة إنجلترا.

ضربت جائحة كوفيد-19 عالمنا وأثقلت كاهل أنظمته الصحية والإنسانية. ولمواجهة آثارها، هب خريجو برنامج كايسيد للزمالة الدولية مدعومين بشبكاتهم متعددة الأديان لتقديم الدعم النفسي ومكافحة التمييز وخطاب الكراهية وتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية اللازمة.