تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

برنامج المنطقة الأوروبية

برنامج المنطقة الأوروبية

من خلال برنامج المنطقة الأوروبية فإننا نهدف في (كايسيد) إلى بناء الثقة، وتعزيز الفهم المتبادل والتعلم، وتنمية الشعور بالانتماء، مع التركيز بشكل خاص على الفئات المهمشة، بما في ذلك: الأقليات الدينية والعرقية، اللاجئين، المهاجرين، الشباب، والنساء من البيئات الهشة، وذلك من خلال احترام الحقوق في46 دولة من دول مجلس أوروبا انطلاقًا من القيم المشتركة للتراثات الثقافية والدينية والإنسانية المتنوعة، حيث نوفر مساحات آمنة وديناميكية لاستكشاف التحديات المعقدة المتعلقة بـ: الهوية، التمييز، الإقصاء، وعدم المساواة المستندة إلى عوامل عرقية وثقافية ودينية.

نجمع بين الأطراف

يتعاون (كايسيد) في البرنامج الأوروبي مع مجموعة واسعة من الشركاء، تضم: قادة علمانيين ودينيين على جميع المستويات، ومنظمات تؤمن بقيمة الحوار بين مختلف الأديان والثقافات، ومجتمع مدني، وأوساط أكاديمية، وقطاع خاص متعدد،  بهدف تعزيز وجود مجتمعات عادلة وشاملة قائمة على احترام الآخر، وتوفير مساحات آمنة وديناميكية لاستكشاف التحديات المعقدة المتعلقة بالهوية، التمييز، الإقصاء، وعدم المساواة المستندة إلى عوامل عرقية وثقافية ودينية، كما تقوم منصاتنا للحوار، ومبادراتنا حيال بناء قدرات الفرد والمجتمعات، والتحالفات الداعمة، وبرامج المنح، والشبكات الإنسانية القائمة على التنوع واحترام الآخر، على نشر  الأسس العاطفية والروحية اللازمة لتعزيز وجود مجتمعات عادلة ومتماسكة تحترم كرامة الإنسان، وذلك انطلاقًا من إستراتيجياتنا القائمة على تعزيز القيم المشتركة للثقافات الدينية، والإنسانية المتنوعة، ومساعدة المجموعات متنوعة الأطراف، خاصة أولئك المتأثرين بشكل مباشر بسلوكيات التمييز والإقصاء.

وسعيًا نحو تسهيل ونشر ثقافة الحوار المتنوع، وزيادة الوعي، ودعم أصحاب المصلحة الدينيين والعلمانيين لتقديم رؤاهم العملياتية في تقليل الفجوة بين البحث وصنع السياسات، تعمل منصاتنا على تأكيد الضرورة الأخلاقية للعمل الجماعي من أجل السلام والتنمية المستدامين، كما نستكشف التحديات الناشئة، ونحدد الحلول المبتكرة، ونعزز جهودنا في تبادل المعرفة، ورفع مستويات التعاون بما يحقق الأهداف المرجوة من إطلاق البرنامج.

إن برنامج المنتدى الأوروبي للحوار السياسي ومنذ 2019 يُعد منصة مميزة في إقليم أوروبا، حيث يوفر مساحة تفاعلية وآمنة لتعزيز دور القادة الدينيين والكيانات العلمانية بما في ذلك صُنّاع السياسات، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني في 46 دولة أوروبية، مسترشدين بشعار "إلهام - اتصال - مشاركة"، القائم على دعم كرامة جميع أفراد المجتمع وتوفير فرص إنسانية متساوية خاصةً أمام الفئات الأكثر تهميشًا.

وبالتوازي مع المنتدى الأوروبي للحوار السياسي، توفر محادثات السياسات في البرلمان الأوروبي كذلك فرصًا منتظمة للتشاور مع القادة السياسيين، خاصةً داخل الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا، اللذان يلعبان دورًا رئيسًا في صياغة سياسات تلبي احتياجات وحقوق الأقليالت، وتدعم طموحاتهم المجتمعية والقيمية.

كما، تشمل مبادرات الحوار الإضافية، مثل: حوارات من أجل الشمول، المحادثات الجامعية مع (كايسيد)، والجلسات العالمية المشتركة، جهودًا موجهة لاستهداف جمهور متنوع، مع إيلاء اهتمام خاص لرعاية الجيل القادم من القادة الفكريين، ونتيجة لتجارب ومبادرات الحوار المتعددة الذي يتبناها (كايسيد) فقد تم تطوير مجموعة من المنشورات وأدوات المعلومات الداعمة لهذه الجهود.

إن، تزويد أصحاب المصلحة الدينيين والعلمانيين بمهارات وأدوات الحوار يُعد جزءًا رئيسًا من مهمة (كايسيد) في نشر الحوار بين الأديان والثقافات، وتعزيز التماسك الاجتماعي والتعايش في أوروبا، إضافة إلى أننا نقدم فرصًا متنوعة لتطوير المهارات وبناء القدرات مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات السياقات التي نعمل فيها وأدوار أصحاب المصلحة، بما يتماشى مع الرؤى السياساتية المستمدة من مبادرات الحوار المرتبطة بالمنتدى الأوروبي للحوار السياسي، إضافة إلى أننا نولي اهتمامًا خاصًا للقادة الشباب وصنّاع التغيير من خلال برامج مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم.

من خلال برنامج (كايسيد) سفراء مجلس القيادة الإسلامية اليهودية، فإننا نستثمر في قدرات القادة الشباب من المجتمعين اليهودي والإسلامي في أوروبا، لبناء جسور التواصل وخلق مساحات من الثقة والتعاون والفهم المتبادل، وهي جهود ذات أهمية كبيرة في وقت تتصاعد فيه الأسباب الدينية التي تقود نحو النزاعات والانقسامات، كما يعمل سفراء البرنامج من المسلمين واليهود الشباب معًا لتصحيح الأحكام المسبقة، وتعزيز الفهم المتبادل والتعاون في إطلاق مبادرات للحوار بين الأديان في مختلف المدن الأوروبية، وذلك تحت إشراف قادة دينيين مخضرمين من أعضاء مجلس القيادة الإسلامية اليهودية في أوروبا، و الذي يضم منذ عام 2016 أكثر من 40 إمامًا وحاخامًا يعملون معًا لبناء الثقة والعلاقات التضامنية بين أتباع الديانتين في مجتمعات 46 دولة أوروبية.

من أجل تزويد مجتمع متعدد الأديان من القادة الدينيين بالمهارات اللازمة لخفض الاستقطاب، فإننا نقوم في (كايسيد) بتطوير "الدليل الإرشادي لقادة الأديان لفهم ومعالجة خطاب الكراهية"، بدعم من مجموعة استشارية خاصة تضم قادة دينيين وخبراء من منظمات دولية وإقليمية ومجتمع مدني، حيث سيتيح هذا الدليل إمكانات متقدمة لانطلاق جهود منسقة تهدف إلى منع خطاب الكراهية سواء عبر الإنترنت أو خارجه، كما يوفر بيئة علاجية للمجتمعات المتضررة من آثار الخطابات الاستقطابية و العدائية، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويحافظ على حقوق الإنسان داخل المجتمعات وعبرها.

من خلال إطلاق (كايسيد) لورش عمل "مدن من أجل الشمول" فإننا نهدف إلى تمكين المؤسسات المحلية من إشراك أعضاء المجتمع في إيجاد حلول للفئات المحرومة والمهمشة في المساحات الحضرية المتغيرة باستمرار، حيث يتم إعادة تعريف الهوية والانتماء، في مواجهة محاولات دفع الأفراد من البيئات الهشة مثل اللاجئين والمهاجرين والأقليات الأخرى بشكل متزايد نحو الهامش، كما يعزز برنامج ورش العمل من فرص التعاون بين الفاعلين الدينيين والعلمانيين على المستوى المحلي لتحويل المجتمعات والأحياء إلى مراكز شمولية من خلال ترسيخ السياسات والممارسات التي تدعم دمج الفئات الضعيفة، بما في ذلك المهاجرين والأقليات الدينية.

استنادًا إلى الرؤى السياساتية التي تم تطويرها في إطار المنتدى الأوروبي للحوار السياسي، نقوم في (كايسيد) بتعزيز وتسهيل مجتمعات الممارسة، حيث نطلق مبادرات لالتقاء مجموعات تتشارك رؤى مهمة للتعايش السلمي، وتتعاون بنشاط في التعلم من بعضها البعض كجزء من التزام طويل الأمد ببناء الثقة، كما ندعم مجتمعات الممارسة لتطبيق التوصيات السياسية وتوسيع التجارب المفيدة، من خلال معالجة التحديات والسعي نحو حلول مشتركة عبر جهود تعاونية وتضامن مستمر.

ومن أجل بناء الثقة ومواجهة التحيز والمعلومات المضللة والعنف ضد المسلمين واليهود، قام (كايسيد) بتأسيس مجلس القيادة الإسلامية اليهودية لجمع القادة المسلمين واليهود من أوروبا، والذي يعمل منذ 2016 كمنصة أوروبية شاملة نجحت في تعزيز التعاون والتضامن المستمر بين المجتمعات المسلمة واليهودية في ظل تزايد الكراهية ضد المسلمين ومعاداة السامية، مقدمًا رمزًا حيويًا للأمل في المجتمعات الأوروبية التي تستهدفها خطابات الانقسامات والاستقطابات العقدية والإيديولوجية.

كما يعمل (كايسيد) على تعزيز الحوار داخل المجتمعات المسلمة في أوروبا، من خلال إطلاقه مجلس القادة المسلمين الأوروبيين الذي ينشط منذ 2018 كمنصة للتواصل الفعّال والتنسيق وتمثيل الإسلام الحقيقي بشكل أكبر داخل المؤسسات الدينية والعلمانية الأوروبية،  ويضم المجلس حاليًا قادة دينيين إسلاميين من 24 دولة أوروبية.

ولتعزيز اندماج اللاجئين والمهاجرين، جمعت شبكة الحوار منذ عام 2019 بين 28 منظمة دينية وعلمانية من 17 دولة أوروبية، وعبر تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات تساهم الشبكة في تعزيز التماسك الاجتماعي، وتقديم نموذج ثقافي مرحب يعتنق التنوع كركيزة أساسية للمجتمعات المزدهرة والمسالمة.

الكلمات الرئيسية