Image
ما مفهوم الحوار؟
يُعرف الحوار، عمومًا، بأنه عملية تشاور متبادلة هدفها السعي وراء تحقيق التفاهم المشترك عبر بوابة الاستماع الفعال والعاطفي من أجل اكتشاف أوجه التشابه وفهم الاختلافات في وجهات النظر المتنوعة.
والحوار ليس مجرد مناظرة أو مناقشة عادية ولا يتعلق بتاتًا بإقناع الآخرين بالموافقة على وجهة نظر الآخر أو تغيير ما يؤمنون به، إنما يرمي الحوار إلى تخطي عقبات سوء الفهم وتبديد الصور النمطية من أجل تعزيز التفاهم المتبادل.
والعملية الحوارية متمحورة في الأساس حول تنمية الاحترام المتبادل بغية بناء علاقات مستدامة. لذلك، فأنت تراها تركز تركيزًا كبيرًا على توضيح كل من أوجه التشابه والاختلاف في أي موضوع بين شخصين أو مجموعتين من الناس، كما أنها تبني جسورًا من التفاهم بين أصحاب الآراء المختلفة سعيًا إلى تحويل العلاقات الإنسانية القائمة على الجهل والتعصب إلى حالة أعمق من الفهم والاحترام لما هو مشترك وما هو غير مشترك.
ما الحوار بين أتباع الأديان؟
إن الحوار بين أتباع الأديان له نفس التعريف الوارد أعلاه، ولكن مع اختلاف واحد؛ إذ إن هذا الحوار يُجرى بين أشخاص من خلفيات دينية متباينة يسعَون إلى معرفة المزيد عن بعضهم بعضًا.
والحوار بين أتباع الأديان لا يتعلق بكسب من غيَّروا ديانتهم أو الفوز بالمناقشات الدينية، إنما يهتم باكتشاف أوجه التشابه والاختلاف بين مختلِف وجهات النظر الدينية والإيمانية بوصفها وسيلةً لتعزيز الثقة وبناء مجتمع ذي هدف مشترك عبر الحدود الدينية. وعبر بوابة الحوار بين أتباع الأديان، فإنه يمكن للمجتمعات الدينية التغلب على الاختلافات المتصوَّرة والحقيقية للتصدي جماعيًّا للتحديات في سياقاتها المحلية أو الوطنية أو الإقليمية أو العالمية، مثل خطاب الكراهية أو الظلم أو التدهور البيئي.