تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لقد واصل الصراع العنيف في نيجيريا حصد الأرواح في العام الماضي على الرغم من المناشدات العالمية لوقف إطلاق النار في أثناء جائحة "كوفيد-19"، كما تصدرت أيضًا عمليات الاختطاف البارزة التي ارتكبتها جماعة "بوكو حرام" وغيرها من الجماعات المتطرفة عناوين الصحف العالمية وأدى انعدام الأمن الغذائي والبطالة المرتفعة اللذين تفاقما بسبب توقف عجلة الاقتصاد العالمي إلى تأجيج نار النزاعات. 

لم يخطر في بال ياسين نوي ومينا بسطوروس عندما التقيا أول مرة في لبنان أنهما سيكوِّنان مع صديقتين أخريين مثالًا يُحتذى للحوار الناجح بين أتباع الأديان من الشبان في العالم العربي.

وقد شارك الصديقان في أحد برامج مركز الحوار (كايسيد) للتدريب على الحوار بين أتباع الأديان، وشاركا بعد عام من ذلك في منتدى الشباب التابع للمركز في الأردن. وياسين باحث جزائري يبلغ من العمر 37 عامًا، يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، أما مينا فيبلغ من العمر 27 عامًا، وهو طالب في الكلية الإكليريكية اللاهوتية للأقباط الأرثوذكس بالقاهرة.

على الصعيد العالمي، يسود الخطابَ العام ووسائلَ الإعلام والخطابَ السياسي مظاهر كرهُ الأجانب والعنصريةُ وغيرُ ذلك من صور التعصب، ولا سيما معاداة السامية وكراهية النساء والإسلاموفوبيا.

ويثير النمو العالمي لخطاب الكراهية الهاجس بأن يعود ليكون مقدمة للجرائم الوحشية التي حدثت في القرن الماضي، ومنها الإبادة الجماعية من ألمانيا إلى رواندا ومن كمبوديا إلى البوسنة.

إنه لمن الصعب تحديد اللحظة الدقيقة التي بدأت فيها الجائحة، أكانت في منتصف مارس من عام 2020 بعد أن أطلقت منظمة الصحة العالمية التسمية الرسمية للفيروس أم في الأسابيع التي سبقت اختفاء الضروريات الأساسية من على رفوف محلات البقالة؟ وعند الكثيرين، فإن الجائحة بدأت في أثناء فترة الإغلاق في تلك الأيام الأولى من العزلة عن أفراد العائلة والأصدقاء.

مجموعة التنوع العراقية

إن المساعي الحثيثة لتغيير المفاهيم الخاطئة والحَد من خطاب الكراهية من خلال خلق الحوار بين أتباع الأديان في العراق تؤكد لنا أنها مَهَمَّة ليست بالمستحيلة، حيث يلتقي الشباب من المكونات الدينية التي يستهدفها العنف الطائفي مع نظرائهم من المكونات الدينية الأخرى بُغيَةَ التعرف على بعضهم البعض، وبإشراف فريق متخصص أعضاؤهُ من خلفيات ثقافية متعددة.

إن الإخفاق في إدراج أصوات النساء الأفغانيات في عمليات السلام الحالية يعد ضربة موجعة لبناة السلام من النساء في جميع أنحاء العالم، وبوسع القيادات الدينية أن تمنع هذا الإخفاق.

في حين يحتفل المجتمع الدولي بشهر تاريخ المرأة، يخشى الخبراء ومناصرو حقوق المرأة من أن يؤدي الإخفاق في إشراك المرأة في مفاوضات السلام الجارية بأفغانستان إلى نسف قرابة عقدين من التقدم في مجال المساواة بين المرأة والرجل، وسيؤثر هذا الإخفاق بحقوق المرأة في شتَّى أنحاء العالم.

عندما يتعلق الأمر بالقضيتين التوأم: تغير المناخ والعدالة البيئية، فإن كبير الحاخامات ديفيد روزن ثابتُ الرأي لا يحابي أحدًا.

وقال في مقابلة حديثة مع مركز الحوار العالمي "كايسيد": "لا توجد قضية أكثر أهمية من هاتين القضيتين؛ إذ من بين أهم القضايا التي يتعين علينا معالجتها في عالمنا، ما قيمة ما سنفعله إن كنا سندمر هذا الكوكب برمَّته؟ إذن، فإن اضطلاعنا بمسؤوليتنا ضرورة حتمية لاستمرار الحياة على الأرض نفسها".

إذ إن الاندماج الناجح للمهاجرين واللاجئين ضروري لرفاه المجتمعات وتماسكها الاجتماعي وازدهارها مستقبلًا في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم، فما تأثير السياسات القوية المناهضة للتمييز في المواقف العامة والثقة والوعي؟ وما مدى استجابة سياسة التعليم في بلد معيَّن لاحتياجات التلاميذ ذوي الأصول المهاجرة؟ وكيف يمكن الموازنة بين سياسة المواطنة في بلد ما وسياسة المواطنة في بلد آخر؟ وكيف يمكن لبعض السياسات أن تؤثر بشعور المهاجر بالانتماء والثقة؟