وسائل التواصل الإجتماعي كمساحة للحوار

بدايات البرنامج كانت تحت مظلة مبادرة المركز الإقليمية تحت عنوان "متحدون لمناهضة العنف باسم الدين" التي خرجت بعدة توصيات، أحد أهمها في مجال الإعلام الجديد، لتدريب الشباب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة الحوار.
وخرجت تلك التوصية نتيجة لتفشي ظاهرة مؤسفة، وهي أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الأداة التي يستخدمها المتطرفون لنشر ثقافة الإقصاء و خطاب الكراهية. إلا أننا نؤمن بأن وسائل التواصل الاجتماعي إذا استُعمِلت بحكمة، قد تساهم في تعزيز علاقات الفهم والانسجام والتعايش ونشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة. وبحكم الحاجة لإعداد خطاب مضاد يدعو إلى التماسك الاجتماعي والتسامح، نمد أيدينا إلى الشباب مباشرة حتى تتوفر لهم آليات الحوار عن طريق تلك الوسائل وحتى يتمكنوا من استخدامها بالطريقة الصحيحة.
ولقد بدأنا هذا البرنامج بتدريب 120 من الشباب في عمان في 2015. وبناء على نجاح ذلك اللقاء، قمنا بترتيب برنامج "وسائل التواصل الإجتماعي كمساحة للحوار" الذي يتكون من سلسلة تدريبات نسعى من خلالها لتدريب أكثر من 300 مشارك ومشاركة من جميع بلدان المنطقة العربية.
ومن منطلق اهتمام المركز بتعزيز روح التعاون بين الأطراف المعنية بنشر ثقافة الحوار حول العالم، فإن برنامج "وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار" يُنفَّذ بالشراكة مع المنظمات المحلية.
ولقد قمنا إلى الآن بتدريب أكثر من 80 متدرب ومتدربة في عمان في عام 2016 من سوريا، والأردن، وفلسطين، ولبنان. وأكثر من 60 مشارك ومشاركة في القاهرة من جميع مكونات المجتمع المصري. كما قمنا بتدريب ما يزيد عن 80 مشارك ومشاركة في إربيل، من كافة محافظات العراق، ويمثلون 7 ديانات و 6 مجموعات إثنية. وعقدنا لقاء في جزيرة جربة في تونس لتدريب أكثر من 40 مشارك ومشاركة من تونس والجزائر وموريتيانيا وليبيا والمغرب.
ومن نتائج اللقاءات التدريبية، دليل تدريبي على الحوار وكيفية تفعيله على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى شبكة ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، تضم المشاركين والمشاركات من التدريبات التي عُقِدَت في عمان والقاهرة وإربيل وجربة، لإرساء لغة الحوار في وسائل التواصل الاجتماعي.