تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كايسيد يُطلق برنامج زمالة 2025: عقد من الحوار والتقارب بين أتباع الأديان

24 فبراير 2025

يفخر مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار (كايسيد) بالإعلان عن انطلاق دفعة 2025 من برنامج (كايسيد) للزمالة الدولية في إنجاز يتزامن مع الذكرى العاشرة لهذه المبادرة الرائدة. فمنذ انطلاقه عام 2015، واصل هذا البرنامج تطوره حتى غدا منارة للحوار ومنصة ديناميكية تُؤهل القادة العالميين وتزودهم بالأدوات والمنهجيات التي تعينهم على إرساء جسور التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات في شتى أصقاع الأرض.

ومن بين 400 متقدم، جاء اختيار زملاء هذا العام بدقة وعناية ليضم نخبة من ألمع الكفاءات المنتسبة إلى أبرز المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية وتأكيدًا على الدور المتنامي الذي تضطلع به المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان. ويعكس هذا الاختيار التزامًا عالميًا متزايدًا بتعزيز التعاون بين أتباع الأديان وتوثيق الشراكات بين البعدين الديني والعلماني، سعيًا إلى ترسيخ أسس السلام ودعم مسيرة التنمية المستدامة.

القيادة العالمية والتنوع: دفعة تجسد روح التعاون متعدد الأطراف

تجسد دفعة زملاء كايسيد لعام 2025 شبكة عالمية نابضة بالتنوع وتضم نخبة من القادة الذين يسهمون في رسم ملامح مستقبل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وينتمي زملاء هذا العام إلى بعض المؤسسات الدولية الأكثر تأثيرًا، بما في ذلك مكتب الأمين العام للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP)) والمنظمة الدولية للهجرة IOM)) ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE)) ومنظمة التعاون الإسلامي (OIC) وغيرها. وإلى جانب هذه الهيئات الحكومية الدولية، تحتضن الدفعة ممثلين عن أبرز المنظمات غير الحكومية الدولية، مثل تيرفند ومنظمة الرؤية العالمية حيث تمتد أعمالهم لتشمل المساعدات الإنسانية وبناء السلام وترسيخ قيم العدالة الاجتماعية.

وتجسيدًا لالتزام البرنامج بالقيادة الشاملة، ينتمي زملاء هذا العام إلى 14 جنسية مختلفة ويمثلون مجتمعين 21 دولة. وتعكس خلفياتهم المتنوعة الدور المحوري للبرنامج في تعزيز الحوار بين أتباع الثقافات والقطاعات المختلفة، مُتيحًا للأصوات القادمة من شتى المناطق والمعتقدات الدينية والأطر المؤسسية فرصة الإسهام في حوار عالمي أكثر تعاونًا وانسجامًا.

علاوة على ذلك، تُواصل دفعة 2025 التزامها الراسخ بالتوازن بين الجنسين والتنوّع الديني حيث تشكل النساء 69% (11 زميلة) مقابل 31% من الرجال (5 زملاء). ويعكس الزملاء نسيجًا ثريًا من التقاليد الدينية يشمل اليهودية والبوذية والمسيحية والإسلام مع تنوع طائفي داخل هذه الديانات. وتبرز مشاركتهم في البرنامج قوة التعاون بين أتباع الأديان في مواجهة التحديات العالمية المشتركة، بدءًا من حل النزاعات والتماسك الاجتماعي مرورًا بـقضايا الهجرة والتنمية المستدامة وصولًا إلى الدعوة إلى السياسات التي تُرسخ قيم الحوار والسلام.

ومن خلال جمع الجهات الفاعلة العلمانية والدينية من مختلف المؤسسات والتخصصات والرؤى العالمية، تجسد دفعة زمالة كايسيد 2025 رؤية البرنامج في بناء شبكة من القادة العالميين الذين يحملون لواء الحوار ويجعلونه جسرًا نحو السلام والتنمية المستدامة.

أصوات التغيير: زملاء يشكلون أجندة الحوار بين أتباع الأديان

No alternative text description for this image

تجمع دفعة زملاء كايسيد لعام 2025 نخبة من الرواد وصانعي التغيير وقادة الفكر الذين يسهمون في رسم ملامح مستقبل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات على أعلى المستويات. وتعكس خلفياتهم المتنوعة التي تمتد بين المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية الدولية ومؤسسات السياسات والشبكات الشعبية، إدراكًا متزايدًا لأهمية الفاعلين الدينيين ودور التعاون متعدد الأطراف في الحوكمة العالمية وترسيخ أسس السلام.

وفي زمن تُساء فيه أحيانًا قراءة السرديات الدينية والثقافية أو تُوظف في سياقات سياسية، يُشكل هؤلاء الزملاء قوة مضادة فعالة يسعون إلى ردم الفجوات وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز التماسك الاجتماعي. وتتنوع خبراتهم عبر مجالات حيوية تشمل حل النزاعات والهجرة ودمج اللاجئين والدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين ومكافحة التطرف العنيف وإشراك الشباب في الحوار. ومن خلال مواقعهم في المؤسسات الرئيسية، لا يقتصر دورهم على ضمان إدراج وجهات النظر الدينية في أطر السياسات والجهود الإنسانية واستراتيجيات التنمية العالمية، بل يتجاوز ذلك إلى ترسيخ مكانتها وتقديرها.

وإلى جانب اضطلاعهم بأدوارهم المؤسسية، يُجسد هؤلاء الزملاء التطبيق العملي لمبادئ الحوار حيث كرس العديد منهم مسيرتهم المهنية لتحويل الحوار بين أتباع الأديان إلى واقع ملموس. يتجلى ذلك في تقديم المشورة للحكومات وصياغة الأطر القانونية الدولية وتطوير المبادرات المجتمعية التي تعزز التعايش السلمي. ولا تُعد مشاركتهم في برنامج (كايسيد) للزمالة الدولية مجرد فرصة لتحقيق مكاسب شخصية ومهنية، بل تمثل أيضًا استثمارًا استراتيجيًا في توسيع الشبكة العالمية لممارسي الحوار الذين يسهمون بفعالية في صنع القرار على جميع المستويات.

عقد من بناء الجسور

وفي خضم حديثه عن أهمية البرنامج، شدد أنطونيو دي ألميدا ريبيرو، الأمين العام المُكلف لـ(كايسيد)، في كلمته الافتتاحية على ما يلي:

«في (كايسيد)، نؤمن إيمانًا راسخًا بقوة التعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين في تعزيز الحوار والسلام والتماسك. ومن خلال بناء تحالفات تجمع بين الأصوات العلمانية والدينية، نُهيئ مساحة مواتية تتسم بالتنوع لمعالجة بعض القضايا الأكثر إلحاحًا في عصرنا. وإذا كنا نسعى حقًا لتلبية الاحتياجات العاجلة لمجتمعاتنا، فلا بد من إحداث تغيير جذري ومستدام، شريطة أن نشارك جميعًا في هذا التغيير بداية من هذه اللحظة ومن هذا المكان. ونهيب بأن برنامج الزمالة يرتكز في جوهره على هذه الغاية النبيلة، غاية مد الجسور بين أبناء الطوائف والأعراق والثقافات المختلفة وجمعهم في بيئة تسودها روح الانفتاح والبحث عن المعرفة المتبادلة. فليس الغرض أن تُمحى الفروق أو تُخفى، بل تُحتضن وتُقدّر.»

رحلة الزملاء نحو المستقبل: عامٌ من التطور والتأثير المتنامي

يستهل زملاء كايسيد لعام 2025 عامًا حافلًا بالتجربة والتحول ينهلون فيه من المعرفة ويكتسبون المهارات ويبنون شبكات فاعلة تمكنهم من الارتقاء بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات إلى أسمى المستويات.

وطوال فترة البرنامج، سينخرط الزملاء في تدريب مكثف يجمع بين التعلم العملي والتعاون بين مختلف القطاعات، مما يعزز قدرتهم على ردم الفجوات وترسيخ أسس التعايش السلمي. وبتركيز خاص على القيادة والمشاركة الفاعلة في رسم السياسات وتطبيق منهجيات الحوار العملي، سيعملون على بـما يلي:

  • إعادة تعريف القيادة في سياق التعاون الديني والحكومي.
  • تحدي المفاهيم الخاطئة وتعزيز سرديات تبني التفاهم والتقارب.
  • تطبيق استراتيجيات الحوار بين أتباع الأديان على الصراعات الواقعية ومناقشات السياسات.

منذ عام 2015، انضم أكثر من 550 زميلًا إلى صفوف خريجي برنامج كايسيد المرموق ليشكلوا شبكة عالمية من ممارسي الحوار الملتزمين بصنع تغيير هادف ومستدام. ولا يزال هؤلاء الخريجون يواصلون دورهم الريادي من خلال الإرشاد والتعاون وإطلاق المبادرات التي تعزز السلام وترسخ أسس التفاهم المتبادل.

ومع انطلاق دفعة 2025 في هذه الرحلة، سيمتد أثرهم إلى ما هو أبعد من مؤسساتهم إذ يسهمون في ترسيخ أسس التعاون بين أتباع الأديان، دعمًا للتنمية المستدامة، وحل النزاعات وتعزيز التماسك المجتمعي على نطاق عالمي. ومن خلال هذه المبادرة، يجدد كايسيد التزامه بتمكين جيل واعد من القادة يعملون على مد جسور التواصل وغرس بذور الثقة ليصوغوا معًا مستقبلًا أكثر شمولًا وانسجامًا.

ومع انطلاق زملاء كايسيد لعام 2025 في هذه الرحلة، سيشكل عملهم حجر الأساس في رسم ملامح مستقبل الحوار بين أتباع الأديان على أعلى المستويات. وسيتردد صدى جهودهم عبر المؤسسات العالمية، ممهدًا الطريق لآفاق جديدة من السلام والتعاون والتفاهم في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.

وقد أكد الأمين العام المُكلف في كلمته قائلًا: «نشجعكم على الاضطلاع بدوركم في تعزيز الحوار، فأنتم الركيزة الأساسية في بناء مجتمعاتنا. استثمروا معارفكم وخبراتكم في تصحيح المفاهيم المغلوطة والتصدي للتوجهات الناشئة. ونحن في كايسيد، سنظل داعمين لمسيرتكم نحو إرساء السلام وإحداث التغيير وجسر الفجوات بين المجتمعات.»