تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كايسيد ينعي رحيل قداسة البابا فرنسيس

21 أبريل 2025

ينضم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار (كايسيد) إلى ركب المجتمع الدولي في نعي رحيل قداسة البابا فرنسيس، ذلك القائد الاستثنائي الذي كان رمزًا للحكمة والتفاني. لقد غرس التزامه العميق بالسلام والحوار بين أتباع الأديان والأخوة الإنسانية بذورًا مباركة، فكان له الفضل في تشكيل المشهد الأخلاقي والروحي في عالمنا المعاصر، وخلف وراءه أثرًا خالدًا في ضمير الإنسانية.

منذ اللحظة التي تأسس فيها (كايسيد) عام ٢٠١٢، في خطوة حكيمة ورؤيوية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود –رحمه الله- وقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، بدأ البابا فرنسيس في لعب دور محوري في الحفاظ على هذا الإرث وتعزيزه. كان دعمه المستمر وتشجيعه اللامحدود بمثابة النور الذي أضاء الطريق أمام المركز، فبارك رسالته وفتح أمامه آفاقًا جديدة. وبفضل هذا الدعم الرفيع، استطاع (كايسيد) توسيع نطاق عمله ليشمل المناطق والمجتمعات التي كانت في أمس الحاجة إلى الحوار والمصالحة.

وبصفته المؤسس المراقب لــــ (كايسيد)، كان للفاتيكان دور محوري في صياغة مسار المركز وتوجيهه. وطوال فترة ولايته، ظل البابا فرنسيس يدعو إلى الحوار باعتباره أداة فعالة لتعزيز التفاهم المتبادل والتعايش السلمي بين البشر. وقد أثرت قيادته بشكل عميق في تعزيز الدعوة إلى اتحاد المجتمعات الدينية من أجل خدمة الصالح العام، لاسيما من خلال جهوده التاريخية لإرساء جسور التفاهم بين أتباع الأديان والتي تجلت بوضوح في توقيعه على وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي عام 2019.

لا تزال تعاليم البابا فرنسيس، وخاصة رسالته العامة البارزة "جميعنا إخوة"، بمثابة النبراس الذي يهتدي به كل من يسعى إلى تعزيز الوحدة والكرامة والتضامن بين البشر. لقد كان دفاعه المستمر عن المهمشين ورؤيته الشجاعة لعالم أكثر رحمة وتعاطفًا تجسد قيمًا سامية تتناغم تمامًا مع قيم (كايسيد) ورسالتها السامية.

ونحن إذ نعرب عن تعازينا القلبية للكنيسة الكاثوليكية ودولة الفاتيكان، فإننا نتوجه بتعازينا أيضًا إلى جميع من تأثروا بتواضع قداسته وحكمته وإرثه الخالد.

وبينما نستلهم من حياته الاستثنائية، يؤكد (كايسيد) التزامه الراسخ بالمبادئ السامية التي جسدها البابا فرنسيس بشغف وعزيمة. ونأمل أن يظل إرثه مصدر إلهام مستمر للجهود الرامية إلى تعزيز الحوار والعدالة وبناء عالم يسوده التعاون والسلام.