فيصل بن معمر: نسعى لترسيخ الحوار والتعايش بين مكونات المجتمعات لمساندة جهود صانعي القرار السياسي
شارك معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات في المنتدى العالمي الرابع للحوار بين الثقافات الذي عقد بمدينة باكو بجمهورية أذربيجان في الخامس من شهر مايو الجاري حيث شارك في المناقشات التي أجريت حول كيفية بناء مجتمعات متماسكة شاملة للجميع ، وتتقاسم وتتحمل المسؤولية في الأمن البشري ، كما أشار إلى أهمية هذه المؤتمرات الدولية التي تعقد من أجل ترسيخ قيم الحوار والتعايش واحترام الآخر ومكافحة التطرف والعنصرية حيث وجه معاليه الشكر لحكومة أذربيجان و المنظمات الدولية الخمس المشاركة لدعمهم إقامة هذا المنتدى البناء والمنظمات العالمية المهتمة بالحوار .
كما أشار الى أهمية دور هذه المنتديات في زيادة الوعي بقيم الحوار والتواصل على الصعيد الدولي، مؤكدا أن نجاح الحوار في ترسيخ قيم التعايش سيسهم في تحسين الأمن البشري وتحقيق التنمية المستدامة، باعتبار أن الأمن البشري مسئولية مشتركة.
وقال لقد ساهم مركز الحوار العالمي في إقامة برامج وفعاليات عالمية من خلال المؤسسين وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا وعضوية الفاتيكان كعضو مراقب ، ويحظى المركز بدعم عالمي من خلال جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتأسيس تحالف إسلامي وعالمي لمكافحة التطرف والإرهاب وترسيخ التعايش والسلام بين البشر ، وجهود النمسا وإسبانيا في المحافل الدولية ، ويساعد مجلس الأطراف قيادات دينية في مجلس إدارته من مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس ، ومجلس إستشاري عالمي مكون من أكثر من 60 شخصية من أعضاء المنظمات والهيئات الدينية العالمية.
وعن جهود مركز الملك الحوار العالمي أشار معاليه إلى أن رسالة المركز الأساسية هي تفعيل دور القيادات الدينية و مساندة صناع القرار السياسي لإيجاد حلول فعالة و نافعة للجميع لمواجهة التطرف الديني و الإيديولوجي وبناء التعايش والسلام، وكان العالم إلى وقت قريب يحاول التصدي لهذه التحديات بجهود سياسية وعسكرية لمكافحة التطرف والإرهاب عالمياً. ومع تفاقم الصراعات وارتفاع نسبة اللاجئين عالميا، أكتشف الخبراء والمحللين أهمية تعميق الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات لإيجاد حلول شاملة ومستدامة.
وشدد معاليه على أهمية تشجيع دعاة الحوار والسلام قائلا: هناك أكثر من خمسة مليارات ونصف المليار شخص لديهم هوية دينية أو تقاليد دينية، فالناس المنتمون إلى الدين الوسطي المعتدل هم دعاة مناسبين لنشر التسامح والاحترام وتعزيز التعايش. ولهذا السبب، يستثمر المركز في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان لتوحيد الجهود وتعزيز المشتركات الإنسانية بين مختلف الديانات لترسيخ التماسك الاجتماعي وبناء السلام.
كما أشار الأمين العام للمركز في كلمته أمام المنتدى برامج ومشاريع المركز حيث قام المركز بتدشين التدريب على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي والذي ساعد أكثر من 300 من المختصين في وسائل الإعلام الاجتماعية على تنفيذ حملات توعوية ومبادرات لترسيخ التعايش وبناء السلام وتشجيع مئات الآلاف من أتباعهم على الإنترنت لمواجهة خطاب الكراهية وتعزيز الاحترام والتسامح. كما قام المركز من خلال برنامج الزمالة بتدريب أكثر من 100 مختص ، من مناطق يسودوها التوتر، في تدريب القيادات الدينية الشابة لمواجهة المستقبل بقيم الحوار والتعايش والتفاهم ، ويستطيع المنظمون للبرنامج الحصول منح صغيرة لدعم مشاريع. حيث تم إلى الآن تنفيذ 60 مشروعا بتدريب 000 3 من دعاة الحوار وبناء السلام.
وذكر معاليه بأن المركز سيقوم هذا الأسبوع في عمان بإطلاق أول شبكة في العالم العربي من الكليات الدينية الإسلامية والمسيحية. وتتضمن هذه الشبكة التدريب على الحوار بين أتباع الأديان في المناهج الدراسية لثمانية عشر مؤسسة تعليمية دينية مسلمة ومسيحية للمساهمة في ترسيخ الحوار وتعزيز التعايش بناءً على المشتركات الإنسانية لبناء السلام بين جميع فئات المجتمع تحت مظلة المواطنة المشتركة .
وعن جهود المركز في العام المنصرم قال الأستاذ فيصل بن معمر : في نيجيريا، في عام 2016م، قام المركز بتنشيط منصة إسلامية - مسيحية. وتعمل المنصة الآن على إعداد مشاريع تساهم في الحد من نشر الكراهية والتعصب، كما يقوم المركز بالشراكة مع منظمات عالمية تابعة للأمم المتحدة أو الفاتيكان ومنظمات دينية متنوعة في أوروبا وأمريكا بإعداد برامج ومشاريع موجهة لتكون منصات حوارية دائمة بين مكونات تلك المجتمعات ، ولتعزيز مساهمة القيادات الدينية في مساندة قرارات صناع القرار السياسي لتعزيز التماسك الاجتماعي وبناء السلام .