- قصصنا
- قصصنا الحوارية
- جون راسموسن يؤيد مسار الحوار
جون راسموسن يؤيد مسار الحوار
على ضوء جهود جون راسموسن الحوارية في المنظمة العالمية للحركة الكشفية (WOSM)، التي عمل فيها منذ عام 2011، تواصل معه مركز الحوار العالمي (كايسيد) في أوائل عام 2021، إيمانًا بدوره في تحقيق إضافة رائعة إلى شبكة الحوار.
وقال راسموسن الذي ينحدر من الدنمارك: "لقد سمعت سابقًا عن الشبكة واطلعت على المصادر التي أنتجها كايسيد، ولكن لم أتعمق في الأمر حتى تلقيت مكالمة من كايسيد وجلست مع بعض العاملين فيه وحصلت على فكرة عمَّا أنجزوه وكيف ينظمون عملهم".
وشبكة الحوار هي منصة لعموم أوروبا يدعمها كايسيد وأُنشئت للجمع بين أتباع الأديان والجهات الفاعلة في المجتمع المدني بغية تعزيز استخدام الحوار ووضع توصيات أكثر فاعلية لسياسات الإدماج الاجتماعي للمهاجرين واللاجئين في أوروبا. وتشترك الشبكة مع كايسيد سنويًّا في تنظيم "المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين"، الذي ستُعقد نسخته الرابعة في نوفمبر 2022.
وبعد إجراء البحوث، أحب راسموسن ما رآه وقبل الدعوة للانضمام إلى الشبكة.
وقال راسموسن: "لقد قبلت الدعوة لأن الشبكة مكان يجتمع فيه العديد من الجهات الفاعلة من المنطقة من أجل تحقيق هدف مشترك، ألا وهو إحداث تغيير إيجابي في الإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين، وهذا المسار هو الذي أراه مناسبًا جدًّا لي".
وأضاف قائلًا: "وفي الشبكة، يمكنني تعلم الكثير من الأشياء المميزة من العلماء والأطباء والصحفيين والسياسيين والأشخاص مثلي الذي يعملون على المستوى الشعبي".
دعم الحقوق وبناء مجتمعات أكثر سلامًا
ومن الدنمارك، بدأ راسموسن العمل ميسرًا لبرنامج الحوار من أجل السلام (DfP) في عام 2017.
ويرمي البرنامج -الذي أُنشئ من أجل الشباب بمساعدة كايسيد والمنظمة العالمية للحركة الكشفية (WOSM)- إلى إضفاء الطابع المؤسسي على الحوار بصفته جزءًا من عمل المنظمة وخلق فرص للكشافة والشباب في جميع أنحاء العالم لتصميم جلسات الحوار المحلي بين أتباع الثقافات والأديان.
كذلك يعمل راسموسن -معتمدًا على خبراته المكتسبة من برنامج الحوار من أجل السلام- مستشارًا للتنوع والاندماج في المنظمة العالمية للحركة الكشفية منذ عام 2019، وهو أيضًا عضو في فريق الحوار الإقليمي من أجل السلام ومسؤول الخدمات والدعم في المنظمة العالمية للحركة الكشفية، حيث يضمن دعم مدونة قواعد السلوك وحقوق الإنسان الأساسية للمنظمة في المناسبات كافَّة.
وبجانب ما سبق، يساعد راسموسن المنظمة -بوصفه عضوًا في الفريق الإقليمي للحوار من أجل السلام- على إيجاد طرائق ناجحة لتزويد الكشافة وغير الكشافة بأدوات الحوار في سياق الحياة اليومية.
وبيَّن راسموسن أن المنظمة بفضل هذا العمل "تمنح الأطفال والشباب فرصة لبناء مجتمع أكثر سلامًا، مع التركيز على إنسانيتنا المشتركة واحترام اختلافاتنا وفهم العالم من حولنا".
ولكون راسموسن أحد المدربين والميسرين المعتمدين للحوار في البرنامج، فإنه يحرص بشدة على حسن سير البرنامج وعكسه التنوع الثقافي والديني للسياقات التي تعمل فيها المنظمة.
وقال راسموسن إن عملية التعلم وإعادة التعلم مستمرة "وهي عملية تعلمني أن أكون منفتحًا على الآخرين ومتواضعًا لمن أقابله في عملي وفي حياتي الخاصة".
مزيج من الفضول والتواضع
ويُظهر راسموسن نفس التواضع -والفضول- في عمله مع شبكة الحوار.
وبيَّن راسموسن ذلك بقوله: "إن الحوار يدخل في جميع جوانب عملي، فكلما شاركت في حديث مع الآخرين -وجهًا لوجه أو على الإنترنت- فعلت ذلك بانفتاح واحترام تجاه من أحادثهم، مع التركيز على أنجع السبل للتفاعل معهم من أجل بناء علاقة أفضل".
وتابع قائلًا: "وإني أؤمن بأن الأشخاص الذين أعمل معهم حاليًّا وسابقًا، في حال فكرت في الأمر، سيقولون إنهم شعروا بالترحيب حقًّا ورأوا كامل الاحترام والتقدير مني لهم".
ولأن راسموسن ينتمي إلى هذا النوع من ممارسي الحوار، فقد حظي بمنظور مختلف للإنسانية نفسها وهو يرى أن البشرية مترابطة بطبيعتها. وبفضل شبكة الحوار، تمكن راسموسن من تعميق الشعور بكيفية ارتباط البشر سياسيًّا وعقليًّا وروحيًّا.
وقال راسموسن: "إني أرى أننا جميعًا مرتبطون ببعضنا بعضًا، وهذا ما تعلمته في شبكة الحوار وأدخله الآن في عملي الواسع النطاق مع المنظمة العالمية للحركة الكشفية".
وفي حين تعلم راسموسن الكثير بوصفه عضوًا في الشبكة، أسهم أيضًا بمجموعة من مهاراته الخاصة مكَّنت زملاءه من الاطلاع على طرائق "حوارية" لم يمارسوها أو يعلموها من قبلُ.
وقال باتريس برودور، كبير مستشاري كايسيد: "لقد كان راسموسن أحد الأشخاص الذين اكتشفوا أهمية الحوار منذ البداية بفضل التعاون بين كايسيد والمنظمة العالمية للحركة الكشفية".
وتابع برودور قائلًا: "وإنه مستمع بارع، فهو يدرك المهارات الأساسية لتيسير الحوار في مجموعات الكشافة الصغيرة وزيادة جودة التواصل داخل الدنمارك والكشافة الأوروبية عمومًا، وهذا سيجعل العمل أكثر أهمية وتأثيرًا على المدى الطويل".
الحوار بصفته مسارًا لخدمة الإنسانية
وبعد أن استفاد راسموسن كثيرًا من عضويته في شبكة الحوار، تقدم اليوم بطلب ليكون زميلًا في برنامج كايسيد للزمالة.
وبرنامج كايسيد للزمالة الدولية هو برنامج تدريبي مدته عام واحد يرمي إلى إعداد القيادات والمعلمين الناشئين وإلهامهم، ومنهم أعضاء المجتمعات المحلية الدينية وخبراء الحوار بين أتباع الأديان. ومنذ عام 2015، درَّب كايسيد ما يزيد على 400 زميل من 85 دولة من دول العالم.
ويرغب راسموسن في أن يكون جزءًا من مجموعة التدريب القادمة لأنه يؤمن بأنه إذا اختير للمشاركة في البرنامج، فإنه سيجلب المزيد من الثراء والعمق لعمل الحوار الذي يؤديه فعلًا مع المنظمة العالمية للحركة الكشفية وشبكة الحوار.
وهنا قال راسموسن: "إن عملي مع الكشافة يجعلني أسعى دائمًا إلى فهم الناس وبناء الجسور بينهم، ولكن عملي الحالي مع برنامج «الحوار من أجل السلام» يركز تركيزًا أساسيًّا على الحوار بين أتباع الثقافات والتقريب بين وجهات النظر العالمية ويركز بنسبة أقل على الحوار بين أتباع الأديان. ولقد أردت أن أضيف مهارة أكثر عمقًا إلى ممارستي الحوارية، وذلك من أجل دعم الكشافة الذين يريدون التحرك في هذا الاتجاه بطريقة أفضل".
وأوضح راسموسن أن مشاركته في شبكة الحوار المدعومة من كايسيد كانت استثنائية جدًّا، وقال: "لقد غير عالم الحوار حياتي برمتها".
وحين يصبح زميلًا لكايسيد، فإنه يأمُل في أن يهب نفسه لخدمة الإنسانية.
وفي ختام اللقاء، قال راسموسن: "إنني أشعر حقًّا بأن الكشافة هي بيتي الحقيقي، وإن «الحوار من أجل السلام» غير ممارستي للحوار وأكد انتمائي للكشافة أكثر وأكثر".