تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الاحتفاء بالتغيير: حفل تخرج زملاء كايسيد لعام 2024

04 ديسمبر 2024

في الرابع من ديسمبر 2024، شهد برنامج كايسيد للزمالة الدولية لحظة تاريخية، حيث تخرجت أحدث دفعة من القادة الذين يحملون في قلوبهم نور الأمل وعزيمة التغيير. هؤلاء الأفراد، الذين جاؤوا من أنحاء متفرقة من العالم، جمعهم حلم مشترك: عالم يسوده السلام ويغمره الاندماج. ومع مرورهم على المنصة، تنبض أمام أعيننا قصصهم المملوءة بالصمود والابتكار، وتظل شاهدة على قوة إيمانهم بالحوار وبناء جسور السلام.

تدريب تحويلي لجيل جديد من ممارسي الحوار

قدم برنامج كايسيد للزمالة الدولية لعام 2024 منهجًا تدريبيًا شاملاً ومؤثرًا يتكون من ثلاث مراحل، صُمم بعناية لتمكين الزملاء من اكتساب المعرفة والمهارات والأدوات اللازمة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مجتمعاتهم. بدأت المرحلة الأولى في سان خوسيه، كوستاريكا، حيث أُتيحت للزملاء فرصة التعرّف على المبادئ الأساسية وأهداف الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. ركزت هذه المرحلة على تنمية الوعي الديني، فكانت فرصة للمشاركين للتفاعل مع نظم معتقدات وثقافات متنوعة من خلال زيارات لأماكن العبادة مثل المساجد والمعابد والكنائس. وقد أسهمت هذه التجارب في تعزيز فهمهم لقيمة التعايش الديني في كوستاريكا، ومنحتهم القدرة على بناء مساحات شاملة ومحترمة تفتح آفاقًا واسعة لحوار بنّاء.

ركزت المرحلة الثانية من التدريب على تصميم برامج فعّالة للحوار بين أتباع الأديان حيث انتقل الزملاء إلى مدينتي ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية لتعلم كيفية هيكلة المبادرات بما يتناسب مع الفئات المستهدفة. شملت الزيارات مؤسسات بارزة مثل دار المصالحة ومسجد البرازيل في ساو باولو، بالإضافة إلى معالم دينية في بانكوك مثل معابد وات ساكيت ومسجد بانغ لوانغ. وقدمت هذه التجارب الغنية فرصة للزملاء لتطبيق ما تعلموه في سياقات عملية مع تطوير مهاراتهم في التفاعل مع الأطراف المعنية وتخطيط البرامج وتقييمها. أما المرحلة النهائية من التدريب، فقد أُقيمت في لشبونة بالبرتغال حيث انصب التركيز على تعزيز استدامة مبادرات الحوار وآثارها طويلة المدى. وقد تبادل الزملاء الخبرات التي اكتسبوها من مشاريعهم وتلقوا تعليقات حول نتائجهم قصيرة المدى وعملوا على تطوير استراتيجيات تكيفية لضمان تطور مبادراتهم بما يتماشى مع احتياجات مجتمعاتهم المتغيرة.

دفعة 2024: مجموعة متنوعة وديناميكية قادرة على التأثير المحلي

تضم دفعة هذا العام من برنامج كايسيد للزمالة الدولية زملاء من 29 دولة يمثلون تنوعًا دينيًا وثقافيًا يعكس جوهر هذا البرنامج المتميز. وقد انقسمت الدفعة إلى مجموعتين: إحداهما دولية والأخرى خاصة بأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، مما أتاح تقديم رؤى وتحديات مميزة خلال جلسات التدريب. وبفضل استراتيجيات الشراكات المحلية الفعالة، مثل التعاون مع قيادات دينية من أصول أفرو-برازيلية في ساو باولو والتفاعل مع وزارة الخارجية في كوستاريكا، تمكن البرنامج من تلبية الاحتياجات الإقليمية بكفاءة عالية.

اعتمد البرنامج نموذجًا تدريبيًا مختلطًا يجمع بين الجلسات الإلكترونية والوجاهية، ما أتاح تواصلاً مستمرًا بين الزملاء والمدربين وساهم في خلق بيئة تعاونية رغم الحواجز الجغرافية. كما ركز البرنامج على إشراك الأطراف الفاعلة حيث التقى الزملاء بصناع القرار والقيادات الدينية لمناقشة الأبعاد الشمولية لمبادراتهم. وقد ساهم هذا النهج في إكساب الزملاء مهارات عملية وشبكات دعم قوية إلى جانب المعرفة النظرية، مما مكنهم من إحداث تغييرات ملموسة في مجتمعاتهم المحلية.

تعد دفعة 2024 واحدة من أكثر الدفعات تنوعًا حتى الآن حيث ينحدر الزملاء من مناطق شهدت تحديات اجتماعية وثقافية وسياسية. ويفتخر البرنامج هذا العام بالاحتفاء بالقادة من المجتمعات المهمشة تاريخيًا الذين يساهمون في إعادة تشكيل مجتمعاتهم. ومن أبرز الشخصيات هذا العام، السيدة ويندي فيليبس، إحدى أبرز بناة السلام التي كرست جهودها لجسر الهوة وتعزيز الوحدة في مجتمعها.

تُظهر قصة ويندي، إلى جانب قصص زملائها الخريجين، قوة الإرادة والمرونة لدى هؤلاء الأفراد الذين لا يسعون فقط لتحقيق التغيير، بل يحملون في قلوبهم التزامًا عميقًا بغرس قيم السلام والحوار في صميم مجتمعاتهم.

عام من التمكين والنمو

لا يتخرج زملاء كايسيد من البرنامج بشهادة فحسب، بل يخرجون وهم يحملون الأدوات والمهارات والشبكات التي تعزز قدرتهم على إحداث التغيير. وعلى مدار هذا العام، استفادوا من تدريب عالي المستوى ومن إرشادات خبراء في مجال الحوار وبناء السلام، إلى جانب تفاعلهم المباشر مع المنظمات الدولية والحكومات والقيادات الدينية.

كان تأثير البرنامج عميقًا بداية من المبادرات المجتمعية التي وصلت إلى مئات الأفراد وصولاً إلى الحوارات رفيعة المستوى التي تركت بصماتها على قرارات السياسات. وعمل الزملاء كان شهادة حية على قوة التغيير عندما يُمنح الأفراد المتحمسون الأدوات والدعم المناسبين.

أصوات التغيير: من الزملاء إلى العالم

أحد المبادئ الأساسية في برنامج الزملاء هو إبراز أصوات أولئك الذين يُستبعدون غالبًا من المحادثات العالمية حول السلام وحل النزاعات. وقد حمل خريجو 2024 هذه المسؤولية بكل فخر، فاستغلوا منصاتهم الجديدة ليتحدثوا نيابة عن الذين أسكتهم العنف أو التمييز أو الظلم، رافعين راية الحق والعدالة في وجه التحديات.

قصصهم قوية، لا في نجاحاتهم فحسب، بل في التحديات التي اجتازوها والصعوبات التي تخطوها. دوافعهم ليست وليدة الصدفة، بل تنبع من تجارب شخصية عميقة سواء كانت نشأتهم في مناطق الصراع أو شهادتهم على آثار التعصب الديني أو معايشتهم المباشرة لعواقب الانقسام والكراهية. وهذه التجارب، التي أوجعت قلوبهم، شكلت عزيمتهم وأوقدت فيهم شعلة الأمل، فباتوا يسعون نحو مستقبل تسوده قيم الحوار والتفاهم، لا الخوف وسوء الفهم.

التطلع إلى المستقبل: ما هي المحطة التالية للزملاء؟

عندما تتخرج دفعة 2024، يبدأ أعضاؤها في تحديد وجهتم التالية في رحلاتهم كقادة عالميين. كثيرون منهم قد بدأوا أو وسعوا مشاريع تهدف إلى مواجهة القضايا الملحة في مجتمعاتهم، مثل تعزيز الحوار بين أتباع الأديان في مناطق الصراع والدفاع عن حقوق الأقليات وإتاحة الفرص لتمثيل أصوات الشباب في جهود بناء السلام.

كما أن الزملاء مستعدون للاستمرار في علاقتهم مع كايسيد حيث يتلقون دعمًا مستمرًا أثناء تنفيذ مبادراتهم والمساهمة في الشبكة العالمية لصانعي السلام.

دعوة للعمل

لن تكون مراسم التخرج في 4 ديسمبر مجرد احتفال بإنجازات الزملاء، بل ستكون بداية جديدة ودعوة ملهمة للعمل. وسيدخل هؤلاء الخريجون العالم برؤية مشتركة لعالم يسود فيه الحوار على الانقسام، والفهم على التعصب، والسلام على الصراع.

تفخر كايسيد بدعم هؤلاء الأفراد الاستثنائيين الذين بدأوا بالفعل في إحداث الفرق من خلال قيادتهم وشغفهم. تخرجهم ليس نهاية، بل بداية جديدة؛ بداية لرحلة طويلة من الالتزام ببناء جسور الفهم وزرع بذور السلام.

ترقبوا القصص الملهمة لهذا العام من الزملاء التي ستأسر القلوب وتغرس بذور الإلهام بحب في نفوسنا جميعًا.