احتفاءً بالذكرى الـــ 10 لبرنامج كايسيد للزمالة: لشبونة تستضيف تجمعًا عالميًا للحوار وبناء السلام
في وقت تتصاعد فيه النزاعات العالمية وتتعمّق الانقسامات المجتمعية، تستعد العاصمة البرتغالية لشبونة لاستضافة أكثر من 150 من صُنّاع السلام حول العالم في تجمع مفصلي يُعقد يومي 9 و 10 ديسمبر 2025. يأتي هذا الحدث احتفاءً بالذكرى العاشرة لانطلاق برنامج كايسيد للزمالة الدولية.
يُعقد التجمع تحت شعار: "عقد من الحوار: التحوّل، الأثر، وآفاق المستقبل"، حيث يستمر ليومين ويجمع الزملاء الحاليين والخريجين والشركاء العالميين وقادة الحوار بين أتباع الأديان من مختلف أنحاء المعمورة. ويهدف الحدث إلى التأمل في عقد كامل من بناء الثقة عبر خطوط الانقسام، ووضع استراتيجيات لمواجهة التحديات العالمية التي تلوح في الأفق.
في لحظة حاسمة لمسار بناء السلام عالميًا، يتيح هذا التجمع للمشاركين فرصة استعراض النجاحات المحققة، وتبادل الدروس المستفادة، واستشراف مستقبل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
كما ستتناول إحدى الجلسات البارزة سؤالًا حساسًا ومهمًا: "ماذا يحدث عندما يفشل الحوار؟"، وذلك لفتح مساحة للنقاش العميق حول كيفية تعامل ممارسي الحوار مع انهيار قنوات التواصل في مناطق الصراع.
وفي هذا الصدد، صرّح السفير أنطونيو دي ألميدا ريبيرو، الأمين العام المكلّف لكايسيد، قائلاً
"هذه المحطة تمثل احتفالًا، لكنها أيضًا لحظة مراجعة شجاعة. نحن نعيش عصرًا يشهد صراعات وتضليلًا وتفككًا متزايدًا. وإذا أراد الحوار أن يظل استجابة ذات معنى، فعلينا أن نتأمل بعمق ما نجح وما لم ينجح، وكيف يمكننا أن نتطور معًا."
محاور وأهداف الحدث
يتضمن برنامج الذكرى العاشرة لبرنامج كايسيد للزمالة مزيجًا متنوعًا من الجلسات العامة، والحوارات المتخصصة، ودوائر السرد القصصي، والعروض الثقافية، بالإضافة إلى حفل تخرّج الزملاء. وستسلّط هذه الجلسات الضوء على تجارب الزملاء الميدانية في مناطق جغرافية مختلفة، مع تركيز خاص على ثلاثة محاور رئيسية: بناء السلام المحلي، والتعاون بين أتباع الأديان، وتعزيز صمود المجتمعات.
وفي خطوة تتسم بالجرأة، ستتناول جلسة رئيسية بعنوان "ماذا يحدث عندما يفشل الحوار؟" تداعيات انهيار التواصل والثقة، بالاستناد إلى دراسات حالة من مناطق نزاع حقيقية، ما يمنح اللقاء طابعًا نقديًا وتقدّميًا في آن واحد.
كما سيشهد الحدث العرض الأول لفيلم قصير جديد يوثق الرحلات الإنسانية والتحولات العميقة التي مرّ بها عدد من زملاء «كايسيد» على مدار العقد الماضي.
منصة تنطلق من البرتغال... وتتصل بالعالم
خلال السنوات الماضية، أتيحت لزملاء كايسيد فرصة استكشاف التراث الثقافي والديني المتنوع في البرتغال، من خلال زيارة دور العبادة، ولقاء القيادات الدينية المحلية، ومشاهدة نماذج التعايش السلمي في الحياة اليومية. وقد عززت هذه التجارب ارتباط البرنامج بالبرتغال، وأبرزت دورها بوصفها بيئة حاضنة ومُلهمة للحوار العالمي
وفي تعليق له، قال السفير أنطونيو دي ألميدا ريبيرو:
"لطالما كانت البرتغال ملتقى للثقافات والأديان والقارات. ومن الطبيعي أن تحتضن هذا التأمل العالمي، ونحن ننظر إلى الفصل المقبل من مسيرة برنامج الزمالة ومجال بناء السلام على نطاق أوسع."
نبذة عن برنامج كايسيد للزمالة الدولية
أُطلق برنامج كايسيد للزمالة الدولية في عام 2015، وسرعان ما أصبح أحد أبرز مبادرات بناء القدرات في مجال الحوار بين أتباع الأديان على مستوى العالم. وقد نجح البرنامج في تدريب أكثر من 550 زميلاً وزميلة يمثلون أكثر من 100 دولة، مزودًا القيادات الدينية، والتربويين، وفاعلي المجتمع المدني بالأدوات اللازمة لتعزيز السلام والتعاون داخل مجتمعاتهم.
على مدى العقد الماضي، نفّذ الزملاء مئات المبادرات في المجتمعات المحلية، والمدارس، والجامعات، والمناطق المتأثرة بالنزاعات، مؤثرين بذلك بشكل مباشر وغير مباشر في حياة أكثر من 500 ألف شخص حول العالم.
ويُعدّ هؤلاء الزملاء العمود الفقري لمعظم برامج كايسيد، حيث يُستعان بهم بانتظام كخبراء، ومدربين، وميسّرين، وباحثين، سواء داخل المركز نفسه أو عبر شبكة شركائه الواسعة وجهود الحوار الدولية.
نظرة إلى المستقبل: رؤية 2035
ستعرض الجلسة الختامية للحدث أولى نتائج التقييم الخارجي الذي اختُتم مؤخرًا للبرنامج، وهو الأول منذ عام 2019. وستتيح هذه الجلسة مساحة حيوية للزملاء وأصحاب المصلحة لمناقشة النتائج والمساهمة الفعالة في صياغة رؤية العقد المقبل
وستركّز خارطة الطريق المستقبلية على كيفية تكيّف البرنامج مع التحديات العالمية المتغيرة، وتوسيع أثره من خلال إقامة شراكات جديدة، وتشكيل مجموعات إقليمية فاعلة، واستخدام أدوات رقمية مبتكرة.
ومع تصاعد الاستقطاب وتنامي فقدان الثقة عالميًا، يسعى البرنامج إلى توسيع نطاقه، لضمان وصول عدد أكبر من القادة المحليين في البيئات الهشة إلى الأدوات والشبكات التي تُمكّنهم من منع العنف وبناء المجتمعات القادرة على الصمود وتجاوز الصعاب.
