- قصصنا
- قصصنا الحوارية
- العلامة الأمين ومقام كايسيد المكين
العلامة الأمين ومقام كايسيد المكين
عُرف المرجع الديني العلامة اللبناني السيد علي الأمين بحكمته العالية ورؤاه الثاقبة وهو الذي عاش حياته ممثلًا للوسطية وساعيًا في طريق التعايش الإنساني والتلاقي الوجداني بين أبناء الأديان والحضارات المختلفة.
وفي الأيام القليلة المنصرمة، استضافت قناة العربية في برنامجها "سؤال مباشر" سماحة السيد علي الأمين وتطرق الحوار إلى قضايا متعددة نشر من خلالها آراءه ذات الطابع والملمح الحضاري.
كايسيد ودوره في تعزيز قيم الحوار والسلام
وأشاد العلامة الأمين في أثناء الحوار بعمل مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" وبجهوده لتعزيز السلام والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات في جميع أنحاء العالم، وكان سماحته قد استضاف في مقر إقامته ببيروت أعضاء منصة كايسيد للمعرفة والحوار التي تضم ممثلين من التوجهات الدينية والفكرية كافَّة.
وأثنى العلامة الأمين أيضًا على ما يقوم به كايسيد ووصف المركز بأنه مجموعة يجمعها حب الله سبحانه وتعالى وهدف مشترك يتمثل في تعزيز السلام والتماسك الاجتماعي في شتى أنحاء المعمورة. ومن خلال فيض هذا الحب الروحي، ما يزال كايسيد يتابع عمله بنجاح وتميز.
ورأى العلامة الأمين أن كايسيد كان سبَّاقًا دائمًا في طريق صياغة رؤية عصرية تجمع أتباع الأديان والثقافات، فضلًا عن القيادات الدينية، وتفعيل الدعوة الخالصة من أجل بشرية أكثر إنسانية تعظم مبدأ الوفاق وتقلل من مساحات الافتراق، ولا سيَّما في عالم يموج بالعنصريات وصحوة القوميات الضارة.
كايسيد ذا قيمة عالية في الحوار
وفي حواره الراقي، لفت العلامة الأمين الانتباه إلى أن نموذج كايسيد بات ذا قيمة عالية ونفيسة يُقتدى به في المنتديات الدولية وفي الكثير من الدول التي اعتمدت نهجه، ممَّا يغني ثقافة الحوار والتواصل ويعزز وشائج المحبة والتلاقي، وبخاصة أن القائمين على كايسيد يبرعون ويبدعون -يومًا تلو الأخر- في إطلاق برامج حياتية تنقل أفكار التسامح والتصالح من برجها العاجي الفلسفي إلى واقعها المعاش على الأرض، وخصوصًا بين الشباب والأجيال الصاعدة.
وإن الذين تابعوا برنامج "سؤال مباشر" على شاشة قناة العربية وقر لديهم شعور بمدى الفخر والاعتزاز الذي أبداه العلامة الأمين تجاه كايسيد، وبصورة خاصة حين قال: "إن الاجتماع مع أعضاء تلك المنصة الإنسانية، على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وثقافاتهم، ذكرني بالحديث الشريف: (المتحابون في الله على منابر من نور يوم القيامة)".
وجاءت تصريحات العلامة الأمين لتؤكد رؤيته ومسيرته الإنسانية من جهة، ولتعزز الإيمان بقدرات كايسيد على تغيير الأوضاع وتبديل الطباع في عالم قلق ومضطرب من جهة أخرى.
خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي ضدان لا يجتمعان
وكثيرًا ما نادى العلامة الأمين بأن خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي هما ضدان لا يجتمعان، فلا يمكننا الوصول إلى تعزيز التعايش السلمي بين الأمم والشعوب إلا بمواجهة خطاب الكراهية بوصفه مصدرًا من المصادر التي تصنع الإرهاب الذي يسعى إلى تدمير العلاقات السلمية في المجتمعات البشرية. وقد بات من المعروف أن خطاب الكراهية، الذي يعني كل عبارة تؤيد التحريض على العدوان والعنف بين الناس والتمييز بينهم وكل ما يتعارض مع احترام حقوق الأخرين وقيم التعاون والتفاهم والحوار والعيش بسلام وعدالة، هو مصدر من مصادر ثقافة التطرف والإرهاب، التي ينبغي لنا العمل على مواجهتها بنشر ثقافة تدعو إلى الأخوة الإنسانية والتلاقي والاعتدال وتعزيز السلم بين البشر.
كايسيد.. عقد من نشر ثقافة الحوار
وطوال عقد من الزمن -وهو عمر كايسيد- وبفضل الجهود التي يبذلها القائمون على المركز من أجل ترسيخ حالة الحوار في العالم، بات المركز معروفًا للقاصي والداني بسعيه إلى إدارة التنوع وقَبول التعددية والعيش في ظل المواطنة المشتركة وتدعيم أواصر التعاون والتفاهم ومد جسور التواصل بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات العالمية وتأكيد قيم الأمن والسلام عالميًّا.
وأعادت كلمات العلامة الأمين على شاشة قناة العربية إلى الأذهان جهود كايسيد التي سلطت الضوء على أزمات الهُوية الدينية والطائفية عربيًّا وعالميًّا، التي تستخدم لتسويغ العنف ورفع منسوب الكراهية، كما أوضحت ومن جديد أن الحوار واحترام الجوار هما الحل الأمثل لمواجهة موجات الإقصاء والإبعاد والتهميش والنفي، التي تقود جميعها في نهاية المطاف إلى جهة واحدة، ألا وهي تأجيج الصراع ثم قيام الحروب.
وما يزال كايسيد يعمل على إذكاء الوعي العام بضرورة مكافحة خطاب الكراهية الموجَّه إلى أي رمز من الرموز الدينية في المجتمع العربي أو العالمي.
كايسيد نموذج يجمع البشر في حب الله
وبالقدر نفسه، بذل كايسيد الجهود بشأن إيجاد حلول فاعلة لخطاب الكراهية والتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة أكثر حذرًا ومعرفة الطرائق الصحيحة لاستخدامها بدلًا من الحلول والمسكنات المؤقتة التي لا تفيد في الحال أو الاستقبال.
وجاءت كلمات العلامة الأمين عن كايسيد بصفته نموذجًا يجمع البشر في حب الله ومنه ينطلقون في زوايا الأرض الأربع ساعين إلى تعزيز الخير العام وتضميد جراحات الاختلافات في توقيت مهم وحساس؛ إذ يعاني العالم من مخاوف المواجهات الكونية الكبرى.
وفي ختام اللقاء، أكد العلامة الأمين أن الحوار واحترام الجوار والتعايش الإنساني الذي يقدمه كايسيد هما الحل. الوحيد للمشكلات والتحديات التي تواجه عالمنا اليوم.
---------------------------------------
بقلم الكاتب: إميل أمين