"إن مجلس إدارة مركز الحوار العالمي (كايسيد) يشعر بالحزن والفزع الشديدين من العنف الذي ساد مدينة القدس مع اقتراب شهر رمضان المبارك من نهايته يوم الاثنين.
وكان العشرات قد أصيبوا بعد اشتباكات في المسجد الأقصى بالقدس، ذو الأهمية الكبيرة بالنسبة لجميع أتباع الديانات السماوية، كما هو حال مدينة القدس برمتها. وفي الواقع، فإن كون مدينة القدس عزيزةً على أتباع الأديان الإبراهيمية الثلاثة يتطلب منهم أن يؤكدوا من جديد واجبهم في العناية بأهميتها الدينية الشاملة وكذلك تجاه بعضهم بعضًا في هذا الوقت العصيب.
وعليه، فإن المجلس يدعو كلا الجانبين إلى اتخاذ إجراءات سريعة لنزع فتيل هذه المواجهة وتسهيل وصول المصلين إلى المسجد الأقصى مع اقتراب أفول شمس شهر رمضان المبارك، كما أنه يحث جميع الأطراف على دعم المواقع الدينية واحترامها في شتى أنحاء العالم وضمان الحق في العبادة في سلام وأمان.
وإذ يحث المجلس القيادات كلها على النهوض بمسؤولياتها والتنديد علنًا بأعمال العنف والتحريض، فإنه يؤكد ضرورة مكافحة خطاب الكراهية وخنق أي محاولة لإشعال التوترات بين أتباع الأديان.
وإلى جانب ذلك، فإن المجلس يستنكر الاعتداءات على المصلين ويدعو إلى الحفاظ على حياة الناس واحترام القدسية الدينية لأماكن العبادة. وفي هذا العام، حلَّ عيد الفصح اليهودي وشهر رمضان المبارك وعيد القيامة في وقت واحد لتذكيرنا بما يوحدنا ولجعلنا نصوم ونصلي ونحتفل معًا وننبذ اختلافاتنا كافَّة. ولهذا، فإن الأهمية العالمية لهذا المكان يجب أن تكون رمزًا للوحدة الدينية في التنوع وأن تحثنا على احترام القيم التي نعتز بها جميعًا، ألا وهي السلام والتسامح والتفاهم".