- قصصنا
- قصصنا الحوارية
- تمكين الحوار من أجل السلام: رؤى من برنامج كايسيد للزمالة لعام 2024 في كوستاريكا
تمكين الحوار من أجل السلام: رؤى من برنامج كايسيد للزمالة لعام 2024 في كوستاريكا
في محيط كوستاريكا الهادئ، اجتمعت مجموعة فريدة من المفكرين تحت راية مركز الحوار العالمي - كايسيد وبرنامجه برنامج كايسيد للزمالة وشرعت في رحلة تحولية للحوار وبناء السلام. وإذ اشتهر برنامج كايسيد للزمالة بالتزامه ترسيخ التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات، فقد جمع الزملاء من مجموعة أمريكا اللاتينية والمجموعة الدولية في دورة تدريبية تفاعلية و شيقة . وتعد الدورة التدريبية الأولى هذا العام، التي عقدت في الفترة من 29 من يناير إلى 4 من فبراير لمجموعة أمريكا اللاتينية ومن 2 إلى 8 من فبراير للمجموعة الدولية، معلمًا مهمًّا في تاريخ البرنامج؛ إذ أظهرت شراكة استراتيجية فريدة مع جامعة السلام، وهي المؤسسة الوحيدة في منظومة الأمم المتحدة التي تُعنى حصرًا بالتثقيف في مجال السلام.
ودرَّب برنامج كايسيد للزمالة، الذي أُطلق في عام 2015، ما يزيد على 550 من القيادات المجتمعية والدينية من أكثر من 100 دولة لمواجهة تحديات مثل خطاب الكراهية والتطرف، مع التركيز على الشمولية والتأثير في التعليم والدعوة إلى الحوار والتماسك الاجتماعي. و يهدفالبرنامج إلى تعزيز السلام بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتزويد الزملاء من شتى الخلفيات الدينية بالمهارات اللازمة للتغلب على تعقيدات المجتمعات المعولمَة والمتعددة الثقافات المتزايدة باستمرار، ويشمل منهجه تدريبًا مكثفًا على الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتيسير الحوار واستدامة المشروعات بغية إدراج الحوار في مختلف المؤسسات والمجتمعات المحلية.
واستهدفت الدورة التدريبية، التي عقدت في جامعة السلام، تعزيز مهارات الحوار وتمتين الشراكات وتمكين المجتمعات المحلية من إرساء أسس السلام وشهدت مشاركة العديد من الشركاء وتعاونًا مع منظمة أديان من أجل السلام - أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لمجموعة أمريكا اللاتينية وتبادلًا نشطًا للأفكار والممارسات، مع التركيز على الدور المحوري للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في حل النزاعات. وبحث المشاركون في تعقيدات "مبادئ الحوار بين أتباع الأديان" و"مناطق الحوار" و"دور القيادات الدينية في بناء السلام" و"الهوية والثقافة" وفن "الاستماع الوجداني"، من بين موضوعات حاسمة أخرى.
ولم يكن هذا المنهج متعلقًا بالجانب النظري وحسب، بل كان نهجًا عمليًّا لترسيخ التماسك الاجتماعي والمرونة في مواجهة التحديات المعاصرة عبر زيارة المعالم الدينية والثقافية في سان خوسيه بكوستاريكا، مثل المركز الثقافي اليهودي الأرثوذكسي في سان خوسيه ومسجد عمر والمركز الثقافي الإسلامي وكنيسة ميثودية وكاتدرائية متروبوليتان في سان خوسيه، وكانت هذه الزيارة فرصة عظيمة للزملاء لفهم التنوع واكتشافه داخل كوستاريكا وتاريخها.
وأتاحت الزيارة إلى وزارة خارجية كوستاريكا، إلى جانب المشاركة في أسبوع الوئام بين الأديان، واجتماع الزملاء مع وزير الخارجية وجلسة الزمالات المشتركة فرصة مميزة للزملاء لإبراز أهمية برنامج كايسيد للزمالة وتسليط الضوء على عمل كايسيد في المنطقة ولبناء علاقات أمتن وأقوى مع الشركاء الرئيسيين.
وتحدث مشارك من مجموعة بلدان أمريكا اللاتينية عن هذه التجربة قائلًا: "إن برنامج كايسيد للزمالة هو أكثر من مجرد تجربة تعليمية، إنه رحلة تحول شخصي. ولقد أدى التعاون مع الشركاء المتنوعين إلى توسيع مداركي وزيادة إصراري على الإسهام في توطيد التماسك الاجتماعي في مجتمعي. وزيادة على ذلك، أعاد هذا التدريب صوغ فهمي للحوار بوصفه أداة للسلام وكان تنوع وجهات النظر وعمق المناقشات هنا مفيدًا جدًّا".
وقالت مشاركة أخرى من المجموعة الدولية: "لقد جعلنا الجو التعاوني والتركيز على المهارات العملية، مثل كتابة الاقتراحات والإدارة القائمة على النتائج، قادرين على إحداث تأثيرات ملموسة في مجتمعاتنا. وإن التعاون مع جامعة السلام لا يرتبط بالموقع فحسب، بل يرتبط الأمر بالاستفادة من مخزون المعرفة الذي يكمل مهمتنا في ترسيخ السلام بالحوار وتسليط الضوء على العلاقة التكافلية بين الكيانين".
وكان التحالف الاستراتيجي مع جامعة السلام أكثر من مجرد اختيار مكان، لقد كان جهدًا متعمدًا للاستفادة من الخبرة الغنية للبيئة الأكاديمية. ويدل هذا التعاون على التزام رعاية علاقة طويلة الأمد بين كايسيد والمؤسسة بغية تحسين نوعية التدريب وتعزيز الشراكات الأعمق.
وأثبت برنامج كايسيد للزمالة مرة أخرى، بفضل نهجه الشامل في تنمية القدرات وإقامة الشبكات، دوره المحوري في رعاية القيادات العاملة على تعزيز السلام بالحوار. ومع عودة زملاء عام 2024 إلى مجتمعاتهم، فإنهم لم يحملوا معهم مهارات معززة فحسب، بل حملوا أيضًا التزامًا متجددًا برأب الانقسامات وبناء عالم أكثر توافقًا وانسجامًا.
ولقد امتد تأثير التدريب إلى ما هو أبعد من الأفراد، إذ كانت الغاية منه أيضًا إدراج الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مختلف المؤسسات الدينية والتعليمية ودعم شبكة مناصري مهمة كايسيد في المناطق التي يشوبها الصراع والانقسام. ويعد تدريب عام 2024 في كوستاريكا دليلًا على قوة التعاون في السعي إلى تحقيق السلام، ممَّا يمثل سابقة للمبادرات المستقبلية في برنامج كايسيد للزمالة.