المملكة العربية السعودية تسلم رئاسة منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين إلى إيطاليا خلال حفل تسليم افتراضي
تمهيدًا لوضع أولى لبنات منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين لعام 2021 عبر تسليم المملكة العربية السعودية لمفاتيح القيادة إلى الجمهورية الإيطالية، فقد اجتمع منظمو منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين لعام 2020، وهم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (KAICIID)، وتحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNAOC)، واللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المملكة العربية السعودية (NCIRD)، وجمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، افتراضيًا في 3 من ديسمبر من أجل تسليم مماثل لقيادة المنتدى على أمل أن يتمكن مضيفو العام المقبل من تعزيز إدماج الأصوات الدينية وإعلائها في قمة قادة مجموعة العشرين.
وكان من بين المتحدثين البارزين في هذا اللقاء معالي الأستاذ فيصل بن معمر الأمين العام لـمركز الحوار العالمي (كايسيد) الذي أكد الدور الحاسم للمنتدى في الحفاظ على الحوار بين أتباع الأديان على رأس جدول أعمال قمة مجموعة العشرين وفي مقدمة قضايا السياسات العالمية. وتأكيدًا على أهمية المنتدى في حل القضايا العالمية، قال معاليه:
"جمع منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين لعام 2020 بين آلاف القيادات الدينية والخبراء وصانعي السياسات، وخلق بعض المساحات الفريدة جدًا للحوار بشأن مواجهة تحدياتنا العالمية المشتركة، وكذلك قدم حجة واضحة على أهمية المشاركة الدينية في تحقيق التنمية المستدامة وصنع السياسات الشاملة".
ومن جهته، شدد الدكتور كول درهام رئيس جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين على "الاعتراف المتزايد" بدور الجهات الدينية الفاعلة في المساعدة على تيسير ممارسات الحكم الرشيد، وأشاد بالدور الرئيس لمركز الحوار العالمي في إنجاح برنامج المنتدى لعام 2020. وأضاف الدكتور درهام:
"لطالما كانت عملية "تسليم مفاتيح القيادة" لمجموعة العشرين مليئة بمشاعر مختلطة من الامتنان لكل ما ساهم في إنجاح منتدى هذا العام، بالإضافة إلى مشاعر الأمل بفتح فرص وآفاق جديدة في منتدى عام 2021 المقرر عقده في إيطاليا". واستطرد: "لقد لمسنا حقيقة هذه المشاعر وشاهدناها وعشناها أثناء حدث هذا العام المليء بالإسهامات الرائعة من جانب مركز الحوار العالمي والدولة المضيفة (المملكة العربية السعودية).
الطريق إلى قمة الرياض...
تمهيدًا لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين الذي عقد افتراضيًا في أكتوبر الماضي بالعاصمة السعودية الرياض، صاغ مركز الحوار العالمي وشركاؤه عملية استشارية عالمية بمشاركة أكثر من 850 مشاركٍ من 85 دولة متجاوزين الانقسامات الوطنية والدينية والثقافية ومتحدين وراء هدف واحد يتمثل في إيجاد حلول عاجلة لأكثر القضايا العالمية إلحاحًا.
وكان معالي الأمين العام قد أشاد باللقاءات التشاورية التحضيرية للمنتدى "الطريق إلى الرياض" -كما يحب أن يسميها- بقوله: لقد حققت هذه اللقاءات الإقليمية (الأولى من نوعها في تاريخ المنتدى) نجاحًا باهرًا متحديةً جائحة كوفيد-19 التي ضربت العالم وقلبت موازينه". وأردف قائلًا:
"يشرفني القول بأن هذه المنتدى قد ارتقى بالفعل إلى مستوى التحدي بفضل عملية استشارية فريدة من نوعها اتسمت بأنها أكثر شمولًا وتنوعًا وأوسع نطاقًا وأكثر تحديًا للظروف، وعلى رأسها جائحة كوفيد-19".
وأثناء الحفل، شدد بيترو بيناسي - المستشار الدبلوماسي لرئيس الوزراء الإيطالي والممثل (الشربا) الرئيس لإيطاليا لدى مجموعة العشرين - على الأهمية الأساسية للشمولية والتمثيل بقوله:
"في ظل العديد من التحديات العالمية المهمة التي يواجهها العالم، يتوجب علينا أن نجسر الفجوات الثقافية والدينية التي تقصم ظهر الإنسانية، وذلك من أجل التركيز على الاستجابات المشتركة".
وأضاف: مما لا شك فيه أن منتدى 2020 الذي استضافته المملكة العربية السعودية قد حقق هذا الهدف الموحد، إذ لاقى المنتدى مشاركة كبيرة من أكثر من 2000 مشارك من 90 دولة يمثلون مجموعة واسعة من الخلفيات المهنية والتقاليد الدينية مع التركيز تركيزًا خاصًا على وجهات نظر القيادات النسائية والترحيب بها.
وبفضل هذا التنوع الكبير في الأفكار، فقد خرج المنتدى بتوصياته الأساسية لعام 2020. وتراوحت هذه التوصيات بين تعزيز علاقات التعاون مع المجتمعات الدينية في مبادرات بناء السلام وحل النزاعات، وكذلك تطوير استراتيجيات احتواء جائحة كوفيد-19 وتمكين الفئات المهمشة من خلال برامج التنمية ومعالجة أزمة المناخ وتحسين جوانب التآزر بين القطاعين الديني والعام.
وأشار معالي الأستاذ فيصل بن معمر إلى لقائه مع ممثل السعودية (الشربا) لدى مجموعة العشرين بهدف تسليمه توصيات المنتدى التي كانت أيضًا "موضوع نقاش في إحدى اجتماعات الديوان الملكي".
وأشار الدكتور درهام إلى أن التغطية الإعلامية المكثفة للتوصيات - وجلسات المناقشة التي سبقتها – أسهمت بالفعل في وصول هذه التوصيات إلى ملايين الأشخاص بفضل التغطية الإعلامية في أكثر من 20 دولة حول العالم.
قمة مجموعة العشرين 2021 في بولونيا
من أجل مواصلة البناء على هذا الأساس المتين، فإن منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين في العام المقبل - الذي سيعقد في بولونيا بشمالي إيطاليا - سوف ينظر مرة أخرى في تعزيز قضية التعاون متعدد الأديان من أجل الصالح العام. وبدوره، قال الأستاذ ألبرتو ميلوني الأمين العام لمؤسّسة يوحنا الثالث والعشرين للعلوم الدينيّة (FSCIRE) التي ستتولى دفة القيادة الإيطالية لمنتدى القيم الدينة لمجموعة العشرين لعام 2021:
"إن الهدف من منتدى 2021 هو المساهمة في النقاش العالمي الداعم للحوار بين أتباع الأديان من خلال إظهار الدور الأساسي للمعرفة في تحييد الروايات الداعية إلى تأجيج الأصولية الدينية والتمييز وجميع أشكال التطرف العنيف".
وتماشيًا مع محاور منتدى هذا العام، فإن من المتوقع أن تركز المناقشات المقبلة في بولونيا على دور الدين في صياغة خطط التعافي من فيروس كورونا وتعزيز حماية البيئة ومعالجة مظاهر عدم المساواة مصحوبةً بمجموعة من التوصيات النهائية التي ستقدم إلى قادة دول مجموعة العشرين في نهاية المطاف.
يعقد مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات غدا السبت، بالتعاون مع جمعية منتدى القيم…
قدرة الحوار بين أتباع الأديان في توحيد التقاليد المختلفة في إطار قضية مشتركة وأهمية إعطاء صوت لمن لا صوت لهم، فضلًا عن الدور…
ماركو فينتورا أستاذ الدين والدبلوماسية الدينية بجامعة سيينا، ومدير مركز الدراسات الدينية في مؤسسة برونو كيسلر في ترينتو،…