اجتمع أعضاء شبكة كايسيد للزمالة، فرع سريلانكا، في العاصمة كولومبو في الفترة من 18 إلى 19 سبتمبر من هذا العام للإجابة عن التساؤل المهم: كيف يمكنهم العمل مع الجهات المعنية والشركاء المحليين بشأن وضع استراتيجيات تهدف إلى نزع فتيل التوترات المجتمعية وتعزيز الوئام بين أتباع الأديان من خلال الحوار؟
لقد عمل كيفورك أغوبجيان- Kyfork Aghobjian، مدير برنامج كايسيد للزمالة الدولية، مع الزملاء والزميلات منذ عام 2016. ويعكس وجوده في سيرلانكا أهمية بناء جيل من القادة الشباب؛ لنشر رسالة السلام والأمل.
«يتذكر الكثير منا تفجيرات عيد الفصح الدامية التي وقعت في سريلانكا في وقت سابق من هذا العام - حيث نفذ سبعة مفجرين انتحاريين، صباح يوم عيد الفصح، هجمات على ثلاث كنائس وثلاثة فنادق وعدة مواقع أخرى، راح ضحيتها أكثر من (250) شخصًا بريئًا وجرح أكثر من (500) آخرين.
سأنضم هذا الأسبوع إلى شبكة كايسيد للزمالة في سريلانكا، من أجل مناقشة السبل التي يمكننا من خلالها إنشاء مجتمعات آمنة وشاملة وتعزيز السلام من خلال الحوار.
سأشارككم مشاعري والأثر العميق الذي خلفه مكوثي في أحد الفنادق التي تعرضت للتفجير، وعيشي لحظة من الصمت في إحدى الكنائس المستهدفة، واجتماعي مع أصحاب المصلحة المعنيين على أرض الواقع، مهيئين لي مجتمعين فرصة ثمينة لأطلق العنان لتأملاتي.
ليس بوسعي، مقاومة تصور وشعور الصدمة الذي خالج الناس في تلك اللحظة بالذات وكيف انقلب العالم في (لمح البصر) رأسًا على عقب، محولًا حياة الضحايا وعائلاتهم، والمجتمع بأكمله وأسر الجناة إلى جحيم.
ومع ذلك كله؛ كانت رؤية الكنيسة والفندق يعملان بكامل طاقتهما (في ظل حراسة أمنية مشددة) أمرًا باعِثًا على الأمل، على الرغم مما حدث بهما قبل شهرين.
إذ كان الناس هناك يصلون بخشوع في الكنيسة، وكان موظفو الاستقبال في الفندق يستقبلون عشرات السياح، ويبذلون قصارى جهدهم لتقديم خدمات عالية الجودة للمؤتمرات الجارية. كل هذه المؤشرات بعثت برسالة بطريقة أو بأخرى إلى أن الحياة تسير بصورة طبيعية وسيمضي الناس قدمًا في حياتهم، متحدّين كافة المآسي.
ومنعًا لوقوع مثل هذه الحوادث المروّعة ومساهمةً منا في تضميد جراح جميع المجتمعات المتضررة؛ ينبغي علينا أن نعمل معًا، وأن نتحاور، وأن نحقق العدالة، وأن نتفق على أنه، مهما حدث في نهاية المطاف، سيكون لدينا الشجاعة على مقابلة الشرّ بالخير، والكراهية بالحب. ليس أمامنا خيار آخر.
عن شبكة كايسيد للزمالة
توفر شبكة كايسيد للزمالة فرصًا مستمرة للتعليم والتطوير المهني لتعزيز النتائج الدائمة في هذا المجال. فمن خلال الشبكة، يمكن للزملاء الوصول إلى مزيد من برامج التدريب والموارد لدعم أعمالهم وتعزيزها.
يشكل الزملاء، من خلال وقفهم صفًا واحدًا وتشجيع ودعم بعضهم البعض، عنصرًا أساسيًا في جهود المركز الرامية إلى تحقيق سلام دائم في جميع أنحاء العالم».