المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين
يمثل المنتدى الأوروبي للحوار بشأن اللاجئين والمهاجرين منصة تجمع أصحاب المصلحة الرئيسيين الذين يعملون على الإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في أوروبا سنويا. ومن منطلق أن هذا المنتدى هو المبادر إلى مناقشة مسائل التنوع والمشاكل المستعصية والمتنامية بشأن تدفقات الهجرة والقوى الحركة لها في أوروبا، فإن من مهامه أن يجمع مشاركين متنوعين في مناقشات تفاعلية، تجمع بين وجهات نظر مختلفة، لبناء جسور التواصل بينها، من أجل إيجاد حلول للاجئين والمهاجرين في جميع أنحاء أوروبا. كما يدعم المنتدى التوجهات الجديدة نحو الحوار في سياسات الهجرة، ويسلط الضوء على مهام وخبرات المنظمات الشعبية للمساهمة في عمل صانعي القرار.
سيتطرق هذا المنتدى إلى العمليات الحالية للإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في أوروبا. وليس من اهتمامات المنتدى أن يناقش أمن الحدود أو الإصلاحات في نظام اللجوء. كما أن المنتدى يتناول الأساليب التي تُمَكِّن الحوار من أن يسهم في تعزيز التماسك والاندماج الاجتماعيين للاجئين والمهاجرين في أوروبا. ويمكن أن تتلخص المواضيع الأساسية للمنتدى في هذه النقاط الثلاثة:
- تعزيز الإدماج الاجتماعي في التعليم: بما في ذلك النهج الرسمية وغير الرسمية. حيث يتناول هذا الموضوع الصعوبات التي يواجهها العديد من اللاجئين في تعلم لغة جديدة أو فهم ثقافة مختلفة. وبذلك فهو يغطي تحديات المعلمين في معالجة التنوع الثقافي والديني في فصولهم الدراسية.
- بناء جسور الثقة في المجتمعات المحلية: إيجاد طرائق لتسهيل التفاعل بين اللاجئين والمجتمع المضيف للالتقاء وتبادل الخبرات. حيث يركز هذا الموضوع على تعزيز التفاهم المتبادل، وخلق فرص لأفراد المجتمع المضيف يتعرف من خلالها على الديانات والثقافات الأخرى، ثم الحد من الخوف والتحيز ضد القادمين الجدد.
- إعادة رسم الصورة الذهنية عن الهجرة: وذلك من خلال التركيز على التصور السلبي الحالي عن اللاجئين. فالمهم هو خلق طرائق وأساليب لتعزيز التسامح والتفاهم، بدلاً من إفساح المجال لخطابات الإهانة والكراهية، ثم مشاركة الممارسات الواعدة من وسائل الإعلام والبحوث الأكاديمية ومبادرات السياسات لإظهار كيفية مواجهة خطاب الكراهية والعنصرية.
وقد كان من المقرر عقد المنتدى الأوروبي الثاني للحوار بشأن اللاجئين والمهاجرين في بون بألمانيا، تحت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي، بدعم من وزارة الخارجية الألمانية وممثلية المفوضية الأوروبية في ألمانيا. ثم تقرر عقده افتراضيًا بسبب التخوفات المتعلقة بجائحة كوفيد-19، في يومَي الثالث والرابع من شهر نوفمبر الجاري.
لمزيد من التفاصيل حول المنتدى الأوروبي للحوار بشأن اللاجئين والمهاجرين، يرجى الاتصال بمدير مشروع شبكة الحوار، الدكتورة ألكساندرا دجوريتش ميلوفانوفيتش.
أنشأ مركز الحوار العالمي (كايسيد) منصة شبكة الحوار، التي تجمع منظمات المجتمع المدني العلمانية والدينية من جميع أنحاء أوروبا، لتعزيز النهج الحوارية في دمج اللاجئين والمهاجرين. حيث تنظم هذه الشبكة بالتنسيق مع المركز المنتدى الأوروبي الثاني للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين في عام 2020، والموسوم بِـ"المساهمة في الإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في أوروبا باستخدام الحوار بين أتباع الأديان والثقافات".
ويأتي ذلك في أعقاب التنظيم الناجح للنسخة الأولى من المنتدى في أكتوبر 2019، والذي جمع 60 مشاركًا في أثينا باليونان. وقد نجح المنتدى في عرض طرائق لتعزيز الإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في أوروبا، من خلال الجمع بين وجهات النظر الدينية والعلمانية في الخطاب المتعلق بالهجرة.
يواجه اللاجئون عقبات عديدة في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الجديدة في البلد المضيف. وترجع أسباب هذه العقبات إلى السياسات التي لا تميز دائمًا بين احتياجات المجموعات مقابل احتياجات الأفراد. ولهذا، فإن اللاجئين والمهاجرين وأعضاء المجتمعات المضيفة يحتاجون إلى نقاط اتصال ومساحات مشتركة لتحقيق الاندماج في بيئاتهم الجديدة. ويمكن أن يساعد الحوار في تعزيز التفاهم المتبادل والتكامل من الجهتين لفهم خلفياتهم المختلفة، بما في ذلك الخلفية الدينية والثقافية للفرد. ويمكن أن تصبح المبادرات المحلية والوطنية أمثلة إيجابية للمدن والبلدان الأخرى لاغتنام الفرص التي تساعد اللاجئين على التمتع بتفس الحقوق من خلال اندماجهم الصحيح. كما يوفر الإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين وسيلة للفئات المحرومة للوصول إلى الموارد اللازمة وتجربة الرفاهية.
سيجمع المنتدى الأوروبي الثاني للحوار بشأن اللاجئين والمهاجرين حوالي 100 مشارك من مختلف البلدان في جميع أنحاء أوروبا. وسيشارك على وجه الخصوص صناع القرار وصناع السياسات والقيادات الدينية والأكاديميون ومنظمات المجتمع المدني العلمانية والدينية. ويعمل كل هؤلاء المشاركون على الإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين، سواء على المستوى المحلي أو الوطني أو الأوروبي.
الحوار هو أداة لتعزيز الانفتاح على الآخر وقبول اختلافه. ومن هنا، فإن هذا المنتدى يتيح فرصة كبيرة للمشاركين لتبادل الخبرات ووجهات النظر بشأن سياسات اللاجئين والهجرة الحالية في أوروبا، وذلك من خلال توفير مساحة للحوار. وتسهم كل هذه المعطيات في التعاون بين صانعي القرار والقيادات الدينية والعلماء والمجتمع المدني، وإتاحة وسيلة لوضع التوصيات بشأن السياسات العامة. وسيعقد المنتدى على مدار أربعة أيام: في اليوم الأول، افتتاح المنتدى مع التقديم له. ثم يليه يومان من المناقشات المتعمقة في المواضيع الثلاثة المبرمجة. ثم يُختَتَم بالجلسة الختامية في اليوم الرابع.