- قصصنا
- قصصنا الحوارية
- "المستقبل بين أيدينا"
"المستقبل بين أيدينا"
تمثل جامعة يانغون للتعليم، التي وصل فيها ميو هتوت (Myo Htut) إلى عامه الرابع- نموذجًا مصغَّرًا للتنوع الثري في ميانمار. يقول ميو واصفًا تجربته الجامعية: "إن جامعتي تضم طلابًا بوذيين ومسيحيين وهندوس ومسلمين من خلفيات عرقية وثقافية مختلفة في جميع أنحاء البلد. وحينما كانت تحتدم نقاشاتنا بشأن دياناتنا، كنت أحاول تهدئة الناس بالقول إننا لا بد أن يكون لنا جميعًا الحق في التعبير عن معتقداتنا".
إن حدس حفظ السلام هذا مطلوب بشدة في ميانمار؛ إذ تتحول التوترات التي تحدث بين الأقليات الدينية والعرقية في بعض الأحيان إلى أعمال عنف. يتابع ميو حديثه قائلًا:
ميو هتوت هو من السكان المون نشأ في ميناء مدينة ماولامين في ولاية مون. والمون هم في الغالب مجموعة أقلية عرقية بوذية موطنها الأصلي جنوب ميانمار.
الصورة: نيان زي هيت لمركز الحوار العالمي
يخبرنا ميو عن موطنه فيقول: "في ولاية مون، سوف ترى معبدًا بوذيًّا يُحاذي كنيسة، وبعد أن تمشي خمس دقائق، سترى مسجدًا يجاور معبدًا هندوسيًّا". والواقع أن نشأته والتنوع يحيط به مع معرفته معنى أن يكون أقلية عرقية في يانغون أثارا اهتمام ميو هتوت باستخدام الحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتعزيز السلام.
في يوليو عام 2018، شارك في الحوار الذي نظمه مركز الحوار العالمي (كايسيد) وحركة الكشافة لتدريب ميسِّري السلام في نيبيداو رفقة (60) مشاركًا من جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ألهمت ورشة العمل هذه ميو هتوت بدء مشاريع حوار الشباب في جامعته في يانغون وفي مدينته في ولاية مون.
يقول ميو: "بعد تدريبي في مركز الحوار العالمي؛ أدركت أن الشباب هم غالبًا الأكثر مرونة وانفتاحًا وفعالية في الحوار؛ بوسعهم أن يتواصلوا عبر مسارات ثقافية ودينية وعرقية، كما بوسعهم أن يكونوا عونًا لنا على وقف القتال. وإن أردنا حالة يسودها السلام، فيتعيَّن علينا العمل على تمكين الجيل القادم لأن المستقبل بين أيديهم".
الصورة: نيان زي هيت لمركز الحوار العالمي
ضمت أولى ورش عمله في مجال الحوار من تتراوح أعمارهم ما بين (15) -(16) عامًا من نوادي اللغة الإنجليزية والمناقشات في جامعته، حتى الطلاب الأصغر سنًّا من المدارس الثانوية في ولاية مون حضروا أيضًا. إجمالًا، تجمَّع أكثر من (60) شابًّا ينتمون إلى خلفيات دينية وعرقية متباينة لتعلم أدوات الحوار ومهاراته، التي شاركوها أقرانَهم من بعدُ. بدأ ميو هتوت كل جلسة بمشاركة تجاربه في الحوار وتصوراته للهُويات، ثم درست المجموعات الاختلافات الدقيقة بين الجدال والحوار، وأنشأت بعد ذلك مِساحات الحوار الخاصة بها لمناقشة الدين والجنس والعرق.
يروي لنا ميو هتوت قصة مشارِكة في ورشته الأولى فيقول: "قالت إحدى طالبات الجامعة المشاركات إنها في البدء لم تكن تعرف الغرض من الحوار، لكنها أدركت بعد حضورها ورشة العمل أن من الممكن استخدام مهارات الحوار لخلق مِساحات آمنة للتعبير عن الأفكار والاختلافات، ومعالجة المشكلات، وإيجاد الحلول بطرائق سلمية". لقد عززت قيادتُه ورشات عمل تختص بالحوار ثقته بنفسه معلمًا وفي الحياة اليومية.
الصورة: نيان زي هيت لمركز الحوار العالمي
يقول ميو مؤكدًا ذلك: "بعد ورشات العمل، صرت أثق بنفسي أكثر وأفهم الناس بطريقة أفضل. إن كوني مختلفًا كان يسبب لي القلق والخوف، لكني الآن أرى أن ذلك جزء إيجابي من هُويتي. وإن كنا نقدر على معاملة الناس بالحسنى، يمكننا معاملة أنفسنا بالحسنى كذلك".
كما دفعت جلسات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات ميو هتوت إلى البحث عن معنى علاقته المتطورة بالدين، وحوَّلت هُويته من بوذي إلى ملحد، ثم إلى أن يكون الآن أكثر من مجرد باحث روحي:
يتوقع ميو هتوت إنهاء دراسته في العام 2020 والعودة إلى ماولامين لتدريس اللغة الإنجليزية أو الكيمياء أو علم الأحياء في مدارسها الثانوية. ومهما كانت المادة التي سيدرِّسها، هو يخطط لإدراج أنشطة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في منهجه الدراسي. كما أنه يعتزم توسيع نطاق ورش العمل المقبلة لتشمل مواضيع حساسة تتجاوز الدين والعرق. يقول:
يرغب ميو هتوت كذلك في التحدث عن الطعام، الذي يَعدُّه محفزًا مثاليًّا للحوار بين أتباع الثقافات. وهو يرمي إلى تطوير هواية الطبخ لديه ومراجعات المطاعم انطلاقًا من إنشاء مدونة طعام شاملة.
يقول ميو في ختام حديثه: "إن الطعام يمكن أن يكون بابًا مهمًّا للولوج إلى أي ثقافة. وفي ميانمار، يُعد طبق الشاي المخلل (lahpet) طعامنا المميَّز. ولاية شان فيها العديد من الأطباق الفريدة، وإذا كنا نريد أفضل الأطعمة، فلا بد أن نسافر للحصول عليها. من شأن السفر أن يمنحنا الفرصة لتعرُّف الثقافات المختلفة وكيف يعيش الناس".
الصورة: نيان زي هيت لمركز الحوار العالمي
في يوم الثلاثاء 28 من سبتمبر هذا العام، تعرضت مقاطعة شاناي جنوب تايلند لأعمال عنف؛ إذ تسببت قنبلة…
نشأ بطل قصتنا "أندرياس جوناثان" في مجتمع مشيخي في إندونيسيا، وهذا الأمر ساعده على معرفة مدى أهمية إيجاد المساحات…
في أوج ثورة الزعفران بميانمار في عام 2007، انضم هاري ميو لين إلى الآلاف من الرهبان…