مبادرات متنوعه ضمن فعاليات منصة الحوار والتعاون الدينية في العالم العربي
دراسة تأسيس منتدى للشباب العربي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات
شهدت فعاليات المؤتمر الدولي (الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام: تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة)، الذي نظّمه المركز العالمي للحوار في فيينا (كايسيد)، في فبراير الماضي، إطلاق (منصة الحوار والتعاون الإقليمية بين القيادات والمؤسسات الدينية في العالم العربي)، كمظلة إقليمية جامعة وأداة تعاون فاعلة لصياغة تعمل من خلالها القيادات في المؤسّسات الدينية ونشطاء الحوار في المنطقة العربية على تطوير العديد من البرامج الهادفة لدعم مسيرة التعايش وبناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي السلمي والمواطنة المشتركة؛ لتندرج تحت أعمالها برامج بناء القدرات في مختلف المجالات، منها: (برنامج وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار) و(برنامج الزمالة العربية) و(شبكة الكليات والمعاهد الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم العربي)؛ لتنمية قدرات المعلمين والفاعلين في مجال تعزيز تعليم ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
ومنذ إطلاقها؛ تسعى منصة الحوار والتعاون الإقليمية بين القيادات والمؤسسات الدينية في العالم العربي لصياغة وتنفيذ حزمة من المشاريع والبرامج الهادفة إلى: تعزيز التواصل بين القيادات والمؤسسات الدينية والفاعلين في الحوار وتنسيق الجهود للتصدي للتحديات التي تواجه المجتمعات العربية؛ تمتين العلاقة بين الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية؛ من أجل تحقيق الأهداف الإنسانية الواردة في هذه الوثيقة؛ وتطوير خطط عمل وبرامج نوعية تساهم في تعزيز التعايش السلمي ودعم المواطنة المشتركة على الصعيدين المحلي والإقليمي؛ وتزويد القيادات الدينية ومؤسساتها والفاعلين في الحوار بما يلزم لدعم الحوار بين الشعوب وتعزيز قدراتها وأداء رسالتها.
وقد بحث مؤسِّسو المنصة من القيادات المؤسسات الدينية, أهمية إطلاق عدد من البرامج والمبادرات المحلية والإقليمية لتعزيز العيش المشترك والتماسك الاجتماعي على أساس المواطنة المشتركة، ومن ضمن المقترحات التي قدمت مؤخرًا في الاجتماع، الذي عُقد في لبنان دراسة تأسيس : (منتدى الشباب العربي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العالم العربي) من أجل تعزيز الاعتدال والتفاهم والتعاون بين المجتمعات عن طريق حوار عميق وهادف مبني على إرادة العيش المشترك، وذلك على هامش فعاليات برنامج (الزمالة العربية) في نسخته الثانية الذي ينفذه(كايسيد)، وحضره عدد من الشباب والمؤسسات الدينية من عدد من الدول العربية. وتتضمن أعماله، التي تستمر لمدة خمسة أيام متتالية، إقامة ورش عمل ولقاءات مع القيادات الدينية في لبنان وجولات من أجل التعارف، والتعرُّف على ثقافة الآخر وتعزيز البيئة الحاضنة للتنوع الديني والعرقي والثقافي؛ وترسيخ العيش المشترك؛ وتسليط الضوء على أسمى مقاصد الأديان الداعية إلى الحوار والتفاهم.
من ناحيته، قال عضو مجلس إدارة المركز العالمي للحوار (كايسيد) الدكتور محمد السَّماك: «إن منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي هي أمانه بين أيدينا اليوم لمواجهه التحديات الجسيمة التي تعصف بمجتمعاتنا», مشددًا على أن «المنصة مؤتمنة على العمل انطلاقًا من أن التعصب والإقصاء عدو مشترك وأن مواجهته تتطلب العمل المشترك على قاعدة النص التوافقي الذي أدارته المرجعيات الإسلامية والمسيحية في العالم العربي».
وفيما أكد مدير عام المركز العالمي للحوار الدكتور فهد أبو النصر، على أهمية نشر ثقافة الحوار والتعايش المشترك بين الشباب، موضحًا أن الحوار يزيد التفاهم بين الناس لالتقاء الأفكار لأن ما يجمع أكثر مما يفرق ويجب تفعيل دور الشباب لترسيخ الحوار في مجتمعاتنا.
أوضح ممثل قداسة البابا تواضروس الثاني القس متى زكريا أن «الحوار بات ضرورة ملحة وعلينا أن نفتح قلوبنا كي نشعر بالتغيير الحقيقي لنزيل الخطر المحدق بالعيش المشترك والتماسك بين المكونات الدينية والعرقية في المنطقة». مشددًا أن مشاركته ليست الأولى إنما مشاركة دائمة من أجل ترسيخ ثقافة المواطنة الحاضنة للتعددية واحترام التنوع.
ومن جهته؛ أشار ممثل دائرة الإفتاء في الأردن الشيخ عمر الروسان، إلى أن هذا المنتدى، يهدف لغرس قيم الحوار، وتأكيده على أسس المواطنة المشتركة، وتجنب المجتمعات ويلات الحروب والعنف خاصة المرتكب منه باسم الدين ومخاطر التعصب والتطرف".
ورأى محمد الأمين، ممثل مؤسسة العلامة الأمين للتعارف والحوار، أن"الحاجة اليوم باتت ضرورية لمنظومة إقليمية دولية؛ بهدف تنسيق الجهود وتطوير استراتيجيات عمل وبرامج، تعزِّز ثقافة الحوار وصياغة خطاب ديني معتدل يحث على العيش المشترك ويغرس قيم التعددية".
ونوه الدكتور سعيد القوق من دولة فلسطين بهذا المنتدى الذي يعزز التواصل بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة والفاعلين في الحوار تصديا للتحديات التي تواجه المجتمعات العربية.