مواصلة الإيمان بالحوار: كايسيد يرتقي بالدبلوماسية الروحية في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة

20 أكتوبر 2025
UNGA

من اجتماعات المائدة المستديرة حول المساواة بين الجنسين وتوسيع نطاق التعاون بين أتباع الأديان لدعم خطة السلام الجديدة، إلى تجديد الشراكة مع جامعة السلام، أكدت مشاركة مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار (كايسيد) التي استمرت أسبوعًا في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة إيمانه بأهمية التعاون متعدد الأطراف.

نيويورك، 20-26 سبتمبر 2025 –  في عالم يعاني من تزايد الانقسامات، قدمت بعثة كايسيد في نيويورك على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGA80) نموذجًا ملموسًا للحوار كأداة ومسار ناجح لتحقيق السلام. وخلال أسبوع كامل، نظم المركز وشارك في قيادة سلسلة من المبادرات التي جمعت مسؤولين من الأمم المتحدة، والدول الأعضاء، والقيادات الدينية، وممثلين عن المجتمع المدني لإعادة تصور التعاون بين أتباع الأديان لمواجهة التحديات العالمية.


وكان من أبرز أعمال البعثة، تنظيم الحدث الجانبي رفيع المستوى بعنوان: "مواصلة الإيمان بالحوار: إعادة تصور التعاون بين أتباع الأديان من أجل أجندة جديدة للسلام"، شارك في تنظيمه كايسيد والمجلس الاستشاري متعدد الأديان (MFAC) التابع لفرقة العمل المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة المعنية بالدين والتنمية المستدامة، بالتعاون مع تحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNAOC)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان(UNFPA)، ومكتب المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية(OSAPG)، ومنظمة أديان من أجل السلام (RfP)، وبرعاية البعثات الدائمة للنمسا والمملكة العربية السعودية والبرتغال.
 

وقال الأمين العام المكلف لكايسيد، السفير أنطونيو دي ألميدا ريبيرو، في افتتاحية الحدث: "نجتمع في وقت يعاني فيه العالم ليس فقط من الصراعات الظاهرة، بل من تآكل أعمق للمبادئ الأخلاقية والإنسانية التي جمعت مجتمعاتنا معًا. الحفاظ على الإيمان بالحوار هو خيار يومي. فالحوار يبني علاقات صامدة أمام الأزمات، ويُمكّن المجتمعات من التكيف دون الانكسار."

وفي كلمته الرئيسية، قدّم سعادة ميغيل أنخيل موراتينوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، مفهوم "الدبلوماسية الروحية" باعتبارها مكملاً للدبلوماسية التقليدية: دبلوماسية الضمير التي تستند إلى السلطة الأخلاقية للقادة الدينيين لفتح الأبواب عندما تتعثر الدبلوماسية الرسمية. وشدد على أن الحوار ليس تمرينًا لمرة واحدة، بل "انضباطًا يوميًا"، ضروريًا لمقاومة الاستقطاب وإعادة بناء ثقافة التعايش المشترك.

واستضاف مكتب الجامعة البهائية العالمية في الأمم المتحدة الحدث، الذي جمع أكثر من 230 مشاركًا وجاهيًا وافتراضيًا. وتناول النقاش خبرات عملية من صانعي السلام والدين، وهم:

  • د. نكيروكا ديديغو، الرئيسة المشاركة لفريق الأمم المتحدة المشترك، وأخصائية الشراكات الاستراتيجية وكبيرة مسؤولي الدين والثقافة في صندوق الأمم المتحدة للسكان.
  • د. محمد السنوسي، المدير التنفيذي لشبكة صانعي السلام الدينيين والتقليديين.
  • السيدة باني دوغال، الممثّل الرئيس لـ "الجامعة البهائية العالمية" في الأمم المتحدة، ورئيسة مشاركة لمنظمة "أديان من أجل السلام".
  • الأب ستيفن أوجابا، زميل كايسيد وكاهن كاثوليكي في الجمعية الإرسالية للقديس بول في نيجيريا.
  • د. ليليا خاسانوفا، المدير التنفيذي لمنظمة "كلمة سواء بين الشباب "(ACWAY).
     

شارك كل من المتحدثين تجربته الشخصية في العمل الديني وبناء السلام. وأكدت د. ديديغو أن القيادة النسائية والاستقلال الجسدي للمرأة يشكلان أساس السلام. وأبرز د. السنوسي جهود شبكة صانعي السلام لتعزيز المشاركة الفاعلة للنساء والشباب في عمليات السلام، مؤكداً الدور الحيوي للمجتمعات الدينية والمتعددة الديانات في تحقيق سلام عادل ومستدام. أما السيدة دوغال، فأشارت إلى مبادئ البهائيين في الوحدة والتعاطف، فيما دافعت د. خاسانوفا عن القيادة الشبابية وقاعدة المجتمع المدني. وشارك الأب أوجابا شهادة مؤثرة عن قوة التسامح حتى في أقسى الظروف، كما هو موثق في مذكراته دموع وتعذيب: 33 يومًا في عرين الخاطفين.

وقال الأب أوجابا: “لا يجب على القيادات الدينية أن تستهين أبدًا بقوة التسامح. فكلمة واحدة من رجل دين محلي كفيلة بأن تعيد بناء سنوات من جهود السلام. المنظمات المحلية التي تقدم استشارات للمتضررين تواجه صعوبات، ويمكن للشركاء الدوليين دعمها لتوسيع تدخلاتها الضرورية والمناسبة للسياق."

واختتمت الجلسة بكلمة د. تشالوقا بياني، المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، الذي التزم بتعزيز التعاون مع المجتمعات الدينية: 

"التغاضي عن الظلم غير مقبول أخلاقيًا وسياسيًا وقانونيًا. ومنع الإبادة الجماعية هو جوهر إعادة تصور عالم أكثر عدلاً وإنصافًا. والاستثمار في الدبلوماسية الروحية أمر أساسي."

واختزل القس مايك والتنر، رئيس قسم بناء القدرات والإشراف في مركز الحوار العالمي، أبرز الدروس المستفادة من الحدث في ثلاثة مبادئ توجيهية: 

توسيع المشاركة. تعزيز القيادة. استمرار الالتزام. وقال: "إذا حملنا هذه الروح إلى ما بعد اليوم، سيظل الحوار أحد أقوى أدواتنا لمقاومة الانقسام وبناء سلام مستدام.

الحوار والشمولية: التركيز على النوع الاجتماعي والشباب

في وقت سابق من اليوم ذاته، قاد كايسيد، من خلال دوره في قيادة مجموعة عمل النوع الاجتماعي في المجلس الاستشاري متعدد الأديان، ورشة عمل بعنوان "جنبًا إلى جنب: ربط الحوار المقدس بالاستجابة لتعزيز المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان"، في نفس المكان. واحتفى الحدث بإطلاق مذكرة توعوية لتزويد الجهات الدينية وشركائها المتعددين بالأدوات اللازمة لمواجهة الخطابات التمييزية.

وأكدت مارياروزا كوتيلو، رئيسة قسم الشراكات الاستراتيجية في صندوق الأمم المتحدة للسكان، في افتتاحية الحدث:

"يمكن تحقيق التعددية البنّاءة من خلال عملنا المشترك. فلنطور استراتيجية تواصل قوية حول المذكرة وننشرها على نطاق واسع."

وأيدت لوبا بانيرجي من هيئة الأمم المتحدة للمرأة هذا الموقف، مؤكدة شراكة وكالتها وأهمية العمل الشمولي والمتقاطع.

تعزيز الشراكات الاستراتيجية: أبرز الإنجازات مع الشركاء

في 24 سبتمبر، جدد (كايسيد) وجامعة السلام (UPEACE) مذكرة تفاهم بينهما في البعثة الدائمة للبرتغال لدى الأمم المتحدة. ومثل الجامعة السفير رامو داموداران نيابة عن رئيسها فرانسيسكو روجاس أرافينا. وقد أكدت هذه التجديد على التزام المؤسستين المشترك بتحقيق السلام من خلال التعليم، والحوار، وبناء القدرات.

وبصفته عضوًا في مجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNAOC)، شارك (كايسيد) في الاجتماع رفيع المستوى، وقدم عرض موجز لأنشطة التحالف في عام 2025، . وتلا ذلك مناقشة عامة مع مداخلات من أعضاء مجموعة الأصدقاء.

طوال الأسبوع، فتحت الاجتماعات الثنائية مع أصحاب المصلحة الرئيسيين مثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومكتب المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، وتحالف الأمم المتحدة للحضارات، وشبكة صانعي السلام الدينيين والتقليديين، والبعثة الدائمة لجمهورية النمسا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي.

ختامًا، في ظل الاضطرابات الجيوسياسية غير المسبوقة التي يشهدها العالم، تظل مهمة المركز واضحة: ضمان أن يصبح التعاون بين الجهات الدينية والمجتمع المدني متعدد الأطراف ركيزة أساسية في جهود بناء السلام العالمي.

 

 

 


Source URL: https://kaiciid.org/مواصلة-الإيمان-بالحوار-كايسيد-يرتقي-بالدبلوماسية-الروحية-في-الدورة-الثمانين-للجمعية-العامة-للأمم