كايسيد وتحالف الأمم المتحدة للحضارات يجددان الشراكة لتعزيز السلام والحوار العالميّن

25 نوفمبر 2024

على هامش المنتدى العالمي العاشر لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، التقى الدكتور زهير الحارثي، الأمين العام للمركز العالمي للحوار (كايسيد)، ومعالي السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، في يوم الاثنين 25 نوفمبر 2024، في مركز مؤتمرات إستوريل في البرتغال. ويأتي هذا اللقاء في إطار مشاركة الأمين العام في هذا المنتدى البارز بعنوان "متحدون في السلام: استعادة الثقة وإعادة تشكيل المستقبل".

وجاء هذا الاجتماع ليشهد تجديد مذكرة التفاهم بين كايسيد وتحالف الأمم المتحدة للحضارات لمدة أربع سنوات، مؤكداً بذلك على عمق الشراكة القائمة بينهما. وتسعى هذه الشراكة المتجددة إلى تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والمساهمة في تحقيق السلام العالمي والتسامح والتفاهم المتبادل بين الشعوب.

إنجازات هذه الشراكة وأثرها

منذ نشأتها، سعت الشراكة بين مركز كايسيد وتحالف الأمم المتحدة للحضارات إلى تعزيز دمج الحوار بين أتباع الأديان في النظام الدولي متعدد الأطراف. وقد أثمرت هذه الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد عن العديد من المبادرات المؤثرة، وأبرزها:

خطة عمل حماية المواقع الدينية

في عام 2019، كلف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحالف الحضارات بوضع خطة عمل شاملة لحماية المواقع الدينية، بهدف إشراك الحكومات والمنظمات والقيادات الدينية وأصحاب المصلحة الآخرين. وركزت هذه العملية على استكشاف التدابير العملية لمنع الهجمات على المواقع الدينية وضمان قدسيتها. وكانت خبرة كايسيد جزءًا لا يتجزأ من هذه المبادرة، حيث شارك في المشاورات المبكرة لصياغة خطة العمل.

ولعب كايسيد دورًا محوريًا في وضع وتنفيذ خطة العمل لحماية المواقع الدينية، أحد أبرز مبادرات الأمين العام للأمم المتحدة التي تهدف إلى تعزيز حماية المواقع الدينية في جميع أنحاء العالم. وبفضل خبرته في الحوار بين أتباع الأديان، ساهم كايسيد بفعالية في المشاورات وجهود بناء القدرات اللازمة لهذه الخطة. وشملت جهوده الرائدة رسم خرائط للمواقع الدينية، وتنظيم المؤتمرات العالمية، وقيادة حملات تواصل لتعزيز الاحترام المتبادل.

رؤية نحو المستقبل

تؤكد هذه الشراكة المُجددة على إعطاء الأولوية لدمج الحوار بين أتباع الأديان في النظام المتعدد الأطراف. وتلتزم المنظمتان بتعزيز المبادرات التي تعزز الثقة، وتبني القدرات، وتخلق حلولاً مستدامة لبعض التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم مثل حماية المواقع الدينية، ومكافحة خطاب الكراهية، وغيرها من الأولويات المواضيعية الأخرى.

وفي ظل تجديد مذكرة التفاهم، يؤكد كايسيد وتحالف الحضارات التزامهما بالعمل المشترك في مجالات موضوعية رئيسة، من أبرزها:

  • بناء قدرات الشباب وتعزيز مشاركتهم: من خلال مبادرات بناء القدرات لتمكين الشباب في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز المجتمعات الشاملة والمسالمة.
  • تنفيذ خطة العمل: من خلال تنظيم الأنشطة التي تهدف إلى حماية المواقع الدينية وضمان حمايتها.
  • بناء السلام وتحويل الصراع: وضع برامج تعاونية تعالج التحديات العالمية، ولا سيما خطاب الكراهية، فضلاً عن الجهود المحلية المحددة.
  • حقوق الإنسان والمصالحة: برامج مصممة لتعزيز التعاون وتعزيز القدرات في بناء السلام والحوار بين أتباع الأديان.

تستمر هذه الشراكة في تسليط الضوء على الالتزام المشترك بين كايسيد وتحالف الحضارات بحماية المواقع الدينية وتعزيز السلام المستدام في جميع أنحاء العالم.

وبصفته عضوًا عريقًا في مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات، يتعاون كايسيد مع الدول الأعضاء والمنظمات الأخرى لتعزيز مبادئ الحوار والتفاهم المتبادل ووضع السياسات الشاملة. وتؤكد هذه العضوية على التكامل بين مهمتي كايسيد وتحالف الحضارات في سد الفجوات وبناء جسور الثقة بين المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

بالإضافة إلى ذلك، يعد كايسيد عضوًا بارزًا في المجلس الاستشاري متعدد الأديان التابع للأمم المتحدة، الذي أنشأه فريق العمل المشترك بين الوكالات التابع للأمم المتحدة المعني بالدين والتنمية المستدامة. يوفر هذا المجلس، الذي يرأسه تحالف الحضارات بالاشتراك مع الأمم المتحدة، منصة مهمة للتعاون بين المنظمات الدينية ووكالات الأمم المتحدة لتحقيق الأهداف المشتركة، ولا سيما تعزيز السلام، ومكافحة خطاب الكراهية، ودفع عجلة التنمية المستدامة.

وكان كايسيد شريكًا أساسيًا في المجلس الاستشاري متعدد الأديان التابع للأمم المتحدة منذ تأسيسه في عام 2018. هذا المجلس الذي أنشأه فريق العمل المشترك بين الوكالات التابع للأمم المتحدة المعني بالدين والتنمية المستدامة في سبتمبر 2018 ليكون منصة تجمع أكثر من 40 منظمة دينية معترف بها من قبل الأمم المتحدة، وتمثل طيفًا واسعًا من التقاليد الدينية والآراء العالمية.

من خلال هذه المشاركات الفاعلة، يؤكد كايسيد دوره المحوري في بناء السلام العالمي، حيث يساهم بوجهات نظر روحانية عميقة في المبادرات الدولية، ويعزز التعاون لحل التحديات العالمية الأكثر إلحاحًا.

مشاركة كايسيد ومنصاته المدعومة في المنتدى العالمي العاشر لتحالف الأمم المتحدة للحضارات

يُعقد المنتدى تحت شعار "متحدون في السلام: استعادة الثقة وإعادة تشكيل المستقبل"، ويجمع بين صناع السياسات وقادة الفكر وممارسي الحوار بين أتباع الأديان من جميع أنحاء العالم.

يشهد المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات في كاشكايش يوم 27 نوفمبر 2024، دفعة قوية لتعزيز خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية. وتركز هذه الخطة الرائدة، بدعم ومبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، على وضع خريطة عالمية شاملة لهذه المواقع، وعقد مؤتمر عالمي، وإطلاق حملة عالمية تهدف إلى تعزيز الاحترام المتبادل بين أتباع الأديان والثقافات.

ويشهد المنتدى مشاركة قيمة لسماحة شيخ الإسلام الله شكر باشا زاده، رئيس إدارة مسلمي القوقاز، والرئيس المشارك للمجلس المشترك بين الأديان، وعضو مجلس إدارة كايسيد. وتأتي مشاركته في حلقة نقاش بعنوان "تهيئة الساحة: حماية المواقع الدينية من منظور أصحاب المصلحة المتعددين"، وتعكس رؤيته نهج أصحاب المصلحة المتعددين الذي يشكل أحد أبرز محاور المنتدى.

وسيشارك أيضًا ممثلون من الشبكات التي يدعمها كايسيد في أوروبا، مثل المجلس الإسلامي اليهودي ومجلس القيادات الدينية الإسلامية الأوروبي، بنشاط في المناقشة العامة. ومن أبرزهم:

  • الدكتور نيدزاد غرابوس، مفتي سراييفو وعضو جمعية المجلس المتعدد الأديان في البوسنة والهرسك.
  •  الإمام يحيى بالافيتشيني، نائب رئيس المجتمع الديني الإسلامي الإيطالي وإمام مسجد ميلانو.

سيشارك هؤلاء القادة بأفكارهم وتوصياتهم في إطار جلسة نقاشية بعنوان "الممارسات الجيدة والتوصيات بشأن تعزيز استجابة المرافق والمجتمعات الدينية وقدرتها على الصمود في مواجهة التهديدات والهجمات الإرهابية". وتؤكد مساهماتهم على التزام كايسيد بنشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان وتعزيز مبادرات السلام العالمية.