بينانج، ماليزيا - في خطوة نحو تعزيز السلام والتفاهم في منطقة جنوب شرق آسيا المتنوعة، يستضيف المركز العالمي للحوار - كايسيد ومعهد آسيان للسلام والمصالحة تدريبًا سنويًا ثانيًا رفيع المستوى يجمع أكثر من 25 مسؤولًا حكوميًا من مختلف دول المنطقة. يعقد هذا التدريب الهام في مدينة بينانج الماليزية بتاريخ 11-15 نوفمبر 2024، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه التدريب الأول في بانكوك. وتهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على الدور الحاسم للحوار في سد الفجوات الثقافية وتعزيز جهود السلام في منطقة متنوعة ثقافيًا ودينيًا.
أقيم التدريب في مدينة بينانج الماليزية، التي تتميز بتاريخها الغني بالتنوع الثقافي، مما أثرى تجربة المشاركين. وقد صمم البرنامج لتزويد مسؤولي رابطة دول جنوب شرق آسيا بالأدوات والمعارف اللازمة لفهم وتطبيق مبادئ الحوار بين الأديان والثقافات في عملهم اليومي.
وأكد إظهار، أحد المشاركين في التدريب في بانكوك من وزارة الثقافة والمجتمع والشباب في سنغافورة، أهمية هذا التدريب الثري، قائلًا: "إن هذا التدريب الذي يقوده خبراء وممارسين بارزين يقدم رؤى عميقة حول أحدث الاتجاهات وأفضل الممارسات في هذا المجال. وقد تميز التدريب بطابعه التفاعلي الذي شجع المشاركين على تطبيق المعرفة النظرية بشكل عملي."
أما سانجاي من ماليزيا، فقد شارك تجربته في تطبيق المعارف التي اكتسبها في التدريب السابق على أرض الواقع، حيث ساهم في توعية المجتمع بأهمية إشراك المرأة في العمل الإنساني، وذلك تماشياً مع محور الرئاسة الماليزية القادمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا.
يستند هذا التدريب الذي يستمر خمسة أيام إلى النجاح الذي حققته الدورات التعليمية السابقة، حيث تعرف 26 مسؤولاً من رابطة دول جنوب شرق آسيا خلاله على أساليب الحوار وتحويل الصراع وإدارة الصراع بين أتباع الثقافات. ويشمل البرنامج مجموعة متنوعة من الأنشطة التدريبية التفاعلية، بدءًا من تمارين لعب الأدوار التي تحاكي سيناريوهات اتصال غير عنيفة، وصولاً إلى محاكاة حوارات جماعية تعزز مهارات التفاوض والتواصل الفعال. كما سيتيح التدريب للمشاركين فرصة فريدة لاستكشاف التراث الديني المتنوع في مدينة بينانج من خلال زيارات ميدانية إلى معالم تاريخية بارزة مثل مسجد كابيتان كيلينج وكنيسة القديس جورج، مما يساهم في تعزيز فهمهم العميق للتاريخ الثقافي والديني للمدينة، وبالتالي تعزيز قدرتهم على بناء جسور التواصل بين مختلف المجتمعات.
أكد البروفيسور بايبادو من الفلبين، أحد المدربين الرئيسيين في كلا من بانكوك وبينانج، على الأثر البالغ للتدريب، قائلًا: "يمّكن هذا البرنامج المتميز المسؤولين من اكتساب الأدوات والمعارف اللازمة للتفاعل مع المجتمعات الدينية بشكل فعال ولائق. فهو لا يقتصر على تزويدهم بالمعرفة النظرية، بل يمنحهم المهارات العملية التي تمكنهم من التعامل بسهولة مع البيئات الثقافية المتنوعة، وصياغة سياسات تتسم بالاحترام والحساسية للتعددية الدينية."
ومع توقيع مذكرة التفاهم المرتقبة بين المركز العالمي للحوار (كايسيد) ومعهد آسيان للسلام والمصالحة، يعزز هذا التدريب الشراكة الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا من خلال حوار بناء وفعال. وتأتي هذه المبادرة المشتركة في إطار التزام كايسيد بمهمته في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتماشياً مع مساهمة معهد آسيان للسلام والمصالحة في تحقيق هدف الأمم المتحدة السادس عشر للتنمية المستدامة، الذي يدعو إلى بناء السلام والعدالة والمؤسسات القوية. ومن المتوقع أن يساهم تطبيق المسؤولين في جنوب شرق آسيا لما تعلموه من هذا التدريب في بيئاتهم المحلية في تعزيز السلام المستدام والصمود في المنطقة.