كايسيد يعزز حضوره العالمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة: مهمة استراتيجية من أجل السلام والحوار

01 أكتوبر 2024

في إطار سعي المركز العالمي للحوار -كايسيد لتوسيع نطاق تأثيره العالمي وتعزيز مهمته في نشر ثقافة الحوار بين الأديان والثقافات، شرع الأمين العام لكايسيد، الدكتور زهير الحارثي، في مهمة رسمية إلى نيويورك لتعزيز التواصل وبناء العلاقات خلال أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيع المستوى، الذي عقد في الفترة من 23 إلى 28 سبتمبر 2024. تأتي هذه الزيارة كجزء من مساعي المركز المستمرة لزيادة عدد الدول الأعضاء في مجلس الأطراف، والسعي للحصول على صفة مراقب لدى الأمم المتحدة، وهي خطوة استراتيجية أساسية لتعزيز مكانة المركز على الساحة الدولية.

تعزيز الحوار العالمي: قمة المستقبل

تأتي مشاركة د. الحارثي في الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في لحظة بالغة الأهمية، تزامنًا مع اعتماد الأمم المتحدة لمبادرتها الطموحة "ميثاق المستقبل" التي تم إطلاقها خلال قمة المستقبل. تهدف هذه الاتفاقية التاريخية إلى تعزيز الأطر الدولية القائمة، مثل ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030 واتفاقية باريس للمناخ، بالإضافة إلى تبني مبادرات جديدة كالميثاق الرقمي العالمي وإعلان الأجيال المقبلة. تمثل هذه الخطوات تطوراً بارزاً في التزام الأمم المتحدة ببناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة، وهو هدف يتماشى تماماً مع رؤية كايسيد في تعزيز السلام من خلال الحوار.

في هذا السياق، شارك كايسيد في رعاية فعالية جانبية مهمة خلال قمة المستقبل، بعنوان: "تأملات في الضرورة الملحة للحوار بين أتباع الأديان لتعزيز ميثاق المستقبل والتعددية القائمة على الأخوة الإنسانية". وأقيمت هذه الفعالية يوم الاثنين 23 سبتمبر في نيويورك، بتنظيم من الشراكة الثلاثية للشبكات الإقليمية القائمة على الإيمان من أجل أهداف التنمية المستدامة، وبالتعاون مع منظمة أديان من أجل السلام، ومنظمة أريغاتو الدولية، ومنظمة الرؤية العالمية.

مشاركة بارزة في اجتماع مجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات

في إطار جهوده المستمرة لتعزيز التعاون الدولي، شارك د. الحارثي في ​​الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات، الذي يلعب كايسيد دورًا نشطًا فيه منذ عام 2019. وخلال الاجتماع، أشاد الدكتور الحارثي بجهود تحالف الأمم المتحدة للحضارات في تعزيز الحوار بين أتباع الثقافات والحضارات، معربًا عن تقديره لقيادة معالي السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والالتزام الراسخ لداعمي التحالف. كما شهد الاجتماع تقديمًا لخطة عمل تحالف الحضارات للفترة 2024-2026، ومناقشة الاستعدادات لعقد المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات في مدينة كاشكايش البرتغالية في نوفمبر 2024. وعلى هامش هذه الفعالية، عقد الدكتور الحارثي سلسلة من اللقاءات مع ممثلي المنظمات الدولية والبعثات الدائمة، حيث ركزت هذه المناقشات على تعزيز العلاقات رفيعة المستوى في إطار البرامج، وتجديد أو إنشاء اتفاقيات تعاون رسمية جديدة مع منظومة الأمم المتحدة.

المشاركة مع قادة الأديان في تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي واستعادة النظام البيئي

كما شارك كايسيد بفعالية كايسيد في فعاليتين جانبيتين بارزتين خلال أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما أظهر ريادته لجهود الحوار بين أتباع الأديان والتزامه بالقضايا العالمية.

في 25 سبتمبر، شارك كايسيد في فعالية جانبية بعنوان "الإيمان والأخلاق والذكاء الاصطناعي: تشكيل مستقبل السلام العالمي"، نظمها المجلس الاستشاري متعدد الأديان لفريق العمل المشترك بين الوكالات التابع للأمم المتحدة المعني بالدين والتنمية المستدامة. واستكشف الحدث تقاطع الذكاء الاصطناعي والدين، مؤكداً على الحاجة إلى نهج متعدد الأطراف في تطوير الأطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي. وسلط المتحدثون البارزون، ومنهم السيد زيشان ظافر، المدير التنفيذي لمنتدى أبو ظبي للسلم، الضوء على الجهود العالمية الجارية لضمان أن تخدم التطورات التكنولوجية قضية السلام، كما جاء في ميثاق مؤسسة "RenAIssance" للفاتيكان وتحالف الأديان الإبراهيمية لنداء روما لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

وفي اليوم التالي، شارك كايسيد في فعالية بعنوان "الإيمان ودوره الإصلاحي: مواءمة العمل الديني والمناصرة في إطار اتفاقيات ريو". استضافت هذه الفعالية مجموعة من المنظمات الدينية والهيئات الدولية، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ومبادرة الأراضي العالمية لمجموعة العشرين. وهدفت الفعالية إلى وضع استراتيجية لدمج العمل الديني في استعادة الأراضي والنظم الإيكولوجية، استعدادًا لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي سيعقد في الرياض في وقت لاحق من هذا العام.

بناء شراكات استراتيجية للتعاون المستقبلي

لم توفر هذه الفعاليات الدولية المهمة مناقشات ثرية حول القضايا العالمية الحرجة فحسب، بل قدمت أيضًا فرصًا للتواصل البناء الذي سهّل مشاركة كايسيد بشكل أعمق مع مختلف أصحاب المصلحة، ولا سيما المجلس الاستشاري متعدد الأديان. وفي نهاية المطاف، نجحت مهمة سعادة الأمين العام في إرساء الأساس لتعزيز دور كايسيد بشكل ملحوظ داخل منظومة الأمم المتحدة، وتعزيز الشراكات الجديدة التي ستكون حجر أساس في ترسيخ أهداف المركز وتوسيع نطاق تأثيره في السنوات القادمة. ومن خلال المشاركة الفعالة على أعلى مستويات الحوار العالمي، يواصل كايسيد ترسيخ مكانته ودوره المحوري في تعزيز السلام والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات في جميع أنحاء العالم.