انطلق مؤتمر مدن حوارية في جنوب شرق آسيا في 12 سبتمبر، مستضيفًا أكثر من 60 من الخبراء وصانعي السياسات وقادة المجتمع المدني من جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. ويهدف هذا الحدث الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام حتى 14 سبتمبر 2024 إلى استكشاف الدور الحاسم للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والأديان في بناء مجتمعات حضرية أكثر شمولية وقدرة على مواجهة التحديات.
يستضيف المركز العالمي للحوار - كايسيد، بالتعاون مع جامعة أتينيو دي دافاو ومعهد القلم للهويات الإسلامية والحوار في جنوب شرق آسيا، هذا المؤتمر الذي يجمع ممثلين من بانكوك ودافاو وكوالالمبور ويوجياكارتا وسنغافورة. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز مشاركة المرأة والشباب في التنمية الحضرية، وذلك من خلال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات كأداة لبناء مجتمعات أكثر تماسكًا.
نيابة عن عمدة مدينة دافاو، سيباستيان "باستي" زيمرمان دوتيرتي، ألقت السيدة تريشا آن جيه فيلافويرتي، رئيسة لجنة المرأة والطفل والعلاقات الأسرية في مجلس مدينة دافاو، كلمة شددت فيها على أهمية المؤتمر: "نحن نعنقد أن مؤتمر هذا اليوم هو شهادة على التزامنا المشترك بتعزيز وتشجيع ثقافة الحوار لأنه يعمل كجسر يربط بين الثقافات والتقاليد والقيادات المتنوعة، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر شمولية وسلامًا."
ونيابةً عن د. زهير الحارثي، الأمين العام للمركز العالمي للحوار – كايسيد، ألقى دافيدي كابيكي، مدير قسم البرامج في كايسيد، الكلمة الافتتاحية. شدد كابيكي في كلمته على أهمية هذا المنتدى المخصص للمدن، والذي يهدف إلى تبادل ومقارنة مختلف نُهُج الحوار في المناطق المستهدفة والتركيز على كيفية تحويل فضاءات الحوار إلى حلول مستدامة. كما أكد على ضرورة تعزيز الحوار بين أتباع الأديان لبناء مجتمعات حضرية شاملة ومتجانسة.
وفي كلمتها الرئيسية، شددت الدكتورة جلوريا جوماميل ميركادو، ممثلة الفلبين لدى معهد آسيان للسلام والمصالحة ومكتب تسجيل نساء آسيان من أجل السلام، على أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تعزيز التفاهم والتسامح والتعاون بين مختلف شرائح المجتمعات المتنوعة. وأضافت: "من الضروري أن نعترف بتنوعنا وقيمنا المشتركة، وأن نسعى جاهدين لتوفير منصات حوارية تتيح لنا المشاركة والتفاعل باحترام متبادل، لتحقيق هدفنا المشترك ببناء مجتمعات أكثر تسامحًا.
يتضمن برنامج المؤتمر جلسات حوارية تجمع بين القيادات الدينية والصحفيين وبناة السلام والقادة الشباب، وغيرهم من أصحاب المصلحة الرئيسيين. وستركز ورش العمل بموضوعاتها المتنوعة على تمكين المرأة والشباب، وتعزيز الابتكار، وتشجيع المشاركين على تصميم مشاريع مشتركة قابلة للتطبيق على مستوى إقليمي. ومن المقرر تنظيم زيارات ميدانية شاملة لعرض أفضل الممارسات في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وإظهار القدرة على خلق مساحات آمنة تسهم في إحداث التغيير. وسينخرط المشاركون في مناقشات حول كيفية تأثير التحضر على التماسك الاجتماعي وكيف يمكن أن تسهم تجاربهم واستراتيجياتهم الفريدة في دعم التنمية المستدامة في المنطقة.
وانطلاقاً من النجاح الباهر الذي حققه المؤتمر الافتتاحي في بانكوك عام 2023، يأتي هذا الحدث ليعزز آليات التعاون الإقليمي في جنوب شرق آسيا، ويسهم في ترسيخ دعائم السلام والاستقرار والوحدة بين شعوب المنطقة. وسيختتم هذا الاجتماع بتسليم الراية لكوالالمبور لاستضافة الدورة القادمة، مؤكداً على استمرارية هذا الحوار البناء والمثمر.