ضمن الاحتفالات الأخيرة بيوم العالمي للشباب في لشبونة بالبرتغال، التقى البابا فرنسيس مع الدكتور زهير الحارثي، الأمين العام لمركز الحوار العالمي - كايسيد، وكذلك مع خريجي برنامج كايسيد للزمالة الدولية في اجتماع مهم عُقدت فيه مناقشات مثمرة بشأن تعزيز السلام والتفاهم العالميين عبر الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وقال الدكتور الحارثي: "لقد كان دعم البابا فرنسيس الثابت لكايسيد وإيمانه بمُهمتنا واضحًا وتطرقنا في اجتماعنا مع قداسته إلى الحديث عن التزامنا المتبادل بتعزيز السلام والتفاهم".
وأتاح الاجتماع أيضًا فرصة فريدة للزملاء للتواصل مع البابا فرنسيس بشأن أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وأثره الإيجابي في حياتهم ومجتمعاتهم المحلية.
وتحدث الزملاء الذين يمثلون الديانات العالمية الرئيسة، وهي الإسلام والبوذية والمسيحية والهندوسية واليهودية، عن تجاربهم العملية وأفكارهم وشددوا على القوة التحويلية للحوار في رأب الانقسامات وتعزيز الاحترام المتبادل.
وفي عالم يسوده الصراع وسوء الفهم غالبًا، أشاد البابا فرنسيس بمبادرات المركز وأكد الدور المحوري لكايسيد في تعزيز التفاهم وجهوده الدؤوبة لتهيئة مناخ يفضي إلى التعايش السلمي. وكانت رسالته واضحة: الحوار والتفاهم أداتان أساسيتان لتخطي الخلافات وبناء الوحدة العالمية.
وهذا الاجتماع هو الاجتماع الثاني بين البابا فرنسيس وكايسيد في الأشهر القليلة الماضية. ففي اجتماع سابق في 6 من يونيو، التقى الدكتور زهير الحارثي بالبابا فرنسيس في الفاتيكان بإيطاليا وعبر لقداسته عن امتنانه وتقديره للدور المحوري للفاتيكان في إنشاء مركز الحوار العالمي - كايسيد.
وفي أسبوع يوم العالمي للشباب، اضطلع كايسيد بدور بارز عبر تنظيم العديد من الفعاليات التي تركز على الشباب والتي شملت: حلقة نقاش بعنوان "الشباب والحوار بين أتباع الأديان من أجل عالم أكثر تفاهمًا" والعرض الأول لفيلم "جوستين: رحلة زمالة كايسيد" ومحطة ألعاب تفاعلية تضم اللعبة اللوحية "ديالوغو!".
واجتذبت حلقة النقاش "الشباب والحوار بين أتباع الأديان من أجل عالم أكثر تفاهمًا" جمهورًا متنوعًا من أكثر من 100 من الحضور الشباب وضمت خمسة متحدثين يمثل كل منهم ديانات وقارات متنوعة عرضوا تجاربهم الفريدة وسلطوا الضوء على الأساليب التي يعززون بها الروابط بين أتباع الأديان والثقافات عن طريق الحوار في مجتمعاتهم الخاصة.
ونال الفيلم الوثائقي "جوستين: رحلة زمالة كايسيد"، الذي يؤرخ الرحلة التحويلية لزميلة كايسيد لعام 2022 الأوغندية جوستين أوما، إعجاب قرابة 250 شابًّا. وصُور الفيلم في ثلاث دول، وهي نيبال والبرتغال وأوغندا، ووثق مشاركة أوما في الدورات التدريبية وزيارات المواقع الدينية وجلسات الحوار وتنظيم مبادرة زمالتها في مبالي بأوغندا وعرض التأثير العميق للحوار في الأفراد والمجتمعات المحلية الأوسع نطاقًا. وبعد العرض، عُقدت جلسة أسئلة وأجوبة ضمت الزميلة جوستين أوما ومنتج الأفلام الوثائقية إيفس بريسينو ومدير برنامج كايسيد للزمالة الدولية كيفورك أغوبجيان. ويمكنكم مشاهدة الفيلم الوثائقي الكامل هنا.
وأثبتت اللعبة الابتكارية “ديالوغو!"، التي ظهرت أول مرة في البرتغال، أنها طريقة آسرة وتفاعلية لتعزيز التفاهم المتبادل، إذ اجتمع ما مجموعه 210 لاعبين شباب يمثلون خلفيات دينية وثقافية متعددة في محطة الألعاب المخصصة لنا وأتيحت لهم الفرصة لإنشاء روابط جديدة في هذه البيئة الممتعة والهادفة. وصُممت هذه اللعبة، التي يمكنكم تحميلها من هنا، لدعم القيادات الشابة وبناة السلام وتعليم المهارات في الحوار والعمل الجماعي والتحدث والتعلم العاطفي الاجتماعي.
ومع اختتام فعاليات اليوم العالمي للشباب، فقد سلطت مشاركة كايسيد الضوء على مبادراته المستمرة في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وأثبتت المنظمة، في عدة فعاليات رئيسة، دورها النشط والحيوي في هذه التجمعات الدولية. وتعد المشاركات في يوم الشباب العالمي تذكيرًا بأهمية الحوار المستمر في مشهد عالمي دائم التغير.