يصادف اليوم اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو مناسبة مواتية للتفكير في الدور الحيوي لحرية الصحافة في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. ونظرًا إلى أن العالم يواجه استقطابًا متزايدًا ومعلومات مضللة وخطاب كراهية، فإن الإعلام الحر والمستقل بات أكثر أهمية من أي وقت مضى لترسيخ التفاهم والاحترام المتبادل بين الناس من مختلف الأديان والثقافات.
وفيما يلي 10 أسباب تجعل حرية الصحافة أمرًا حيويًّا للحوار بين أتباع الأديان والثقافات:
- تعزيز الوصول إلى المعلومات: تكفل حرية الصحافة وصول المواطنين إلى طائفة واسعة من مصادر المعلومات المتنوعة والموثوقة بشأن المسائل الدينية والثقافية، ممَّا يسمح لهم باتخاذ قرارات صائبة والمشاركة في المناقشات العامة والتواصل مع أشخاص من مختلف الأديان والثقافات. وبجانب هذا، تعد حرية الصحافة مسألة أساسية لتوطيد الشفافية والمساءلة في مجالات المجتمع كافَّة.
- مكافحة القوالب النمطية والأحكام المسبقة: تسمح حرية الصحافة للصحفيين بتحدي القوالب النمطية والتحيزات التي تغذي التعصب وتساعد على ممارسة التمييز بحق الأشخاص من مختلف الأديان والثقافات. وعن طريق إعداد التقارير الدقيقة والمتنوعة، يمكن لوسائل الإعلام أن تزيد التعاطف واحترام الثقافات والمعتقدات، وهذا أمر أساسي للتعايش السلمي.
- تنشيط النقاش وتبادل الأفكار: تخلق حرية الصحافة مساحة عامة للنقاش وتبادل الأفكار بشأن القضايا الدينية والثقافية، وهو ما يؤمن منصة للاستماع إلى وجهات نظر متنوعة واحترامها ويحفز الحوار والتفاهم والتعاون.
- تحسين المساءلة: تُخضع حرية الصحافة الأفراد والمؤسسات للمساءلة عن أفعالهم، ومنها تلك المتعلقة بالقضايا الدينية والثقافية، ويمكن لوسائل الإعلام أيضًا أن تكشف الفساد وإساءة استخدام السلطة والانتهاكات الأخرى وترسخ الشفافية والحوكمة الرشيدة وسيادة القانون.
- تشجيع الحوار والوساطة: يمكن أن تسهم حرية الصحافة في حل النزاعات المتصلة بالدين والثقافة عبر تيسير الحوار والوساطة بين شتى الأطراف، ويمكن لوسائل الإعلام كذلك أن تضطلع بدور حاسم في دعم الحلول السلمية ومنع العنف والتطرف.
- دعم حقوق الإنسان: تعد حرية الصحافة عنصرًا رئيسًا من عناصر حقوق الإنسان، لأنها تمكن الأفراد من ممارسة حريتهم في التعبير والحصول على المعلومات، وهي حقوق أساسية يكرسها القانون الدولي، ويمكن لوسائل الإعلام أيضًا أن تدعو إلى حماية حقوق الإنسان والتوعية بانتهاكاتها وتجاوزاتها.
- مناصرة التسامح الديني: يمكن لحرية الصحافة أن تعزز التسامح الديني عبر ترسيخ التفاهم واحترام مختلف الأديان والثقافات، وبوسع وسائل الإعلام مواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف ومناصرة التعايش السلمي والاحترام المتبادل.
- تمكين الفئات المهمَّشة: يمكن لحرية الصحافة أن تمكن الفئات المهمَّشة، مثل الشعوب الأصلية والمكونات المجتمعية الأخرى، عبر إعلاء صوتها وعرض قضاياها وشواغلها على الجمهور، ويمكن لوسائل الإعلام تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والإسهام في مجتمع أكثر شمولًا وإنصافًا.
- تدعيم المؤسسات الديمقراطية: حرية الصحافة عنصر رئيس في المؤسسات الديمقراطية، لأنها تمكن المواطنين من مساءلة حكوماتهم والمشاركة في عمليات صنع القرار. وإذ يمكن لوسائل الإعلام أن تعمل بصفة مراقب، فهي تضمن دعم المبادئ الديمقراطية واحترامها.
- بناء جسور التفاهم: يمكن أن تسهم حرية الصحافة في بناء جسور التفاهم والاحترام بين الناس من مختلف الأديان والثقافات. وعليه، يمكن لوسائل الإعلام زيادة التبادل الثقافي والحوار بين أتباع الثقافات والتعلم المتبادل، ممَّا يخلق مجتمعًا أكثر انسجامًا وشمولًا.
وإن مركز الحوار العالمي "كايسيد -بوصفه منظمة حكومية دولية تعزز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات- يعترف بأهمية حرية الصحافة في تحقيق مهمته. واعتمادًا على المبادرات الخاصة بالصحفيين، مثل مشاريع حوارية وزمالة الصحافة للحوار ووسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار، يسعى المركز إلى دعم وسائل الإعلام الحرة والمستقلة والمسؤولة التي تسهم في بناء جسور التفاهم والاحترام بين الناس من جميع الأديان والثقافات.