قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP27)، انضم كايسيد إلى المنتدى السنوي للشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة PaRD هذا الأسبوع لمناقشة كيف يمكن للقيادات الدينية مساعدة المجتمع الدولي على معالجة أزمات المناخ المتزايدة.
وبدأت الفعالية، التي نُظمت بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية، بعقد جمعية عامة لأعضاء الشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة في 31 من أكتوبر. وفي اليوم الأول، ناقش الأعضاء مستقبل عمل الشراكة وكيفية ضمان التنفيذ المشترك لأهدافها. في 1 من نوفمبر، افتُتح المؤتمر لعامة الجمهور بجلسات ركزت على حالات الطوارئ المتعلقة بالمناخ وتقاطع القضايا الدينية والمساواة بين الرجل والمرأة.
ويشارك في الاجتماع أكثر من 100 ممثل من الأمم المتحدة ومعهد الموارد العالمية ومجلس الكنائس العالمي وعدد من المؤسسات الدينية البارزة الأخرى والوزارات الحكومية والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني ومجموعات السكان الأصليين.
وبانضمامه إلى الفعالية، أشاد الأمين العام لكايسيد، سعادة الدكتور زهير الحارثي، بالشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة لتفاعلها مع الجهات الفاعلة الدينية وتهيئة مساحات لزيادة التعاون المتعدد القطاعات وأثنى على القيادات الدينية لسعيها الدؤوب من أجل معالجة تغير المناخ.
وقال الدكتور الحارثي: "إن أحداثًا كهذه تظهر التزام القيادات والمؤسسات الدينية دعم جدول أعمال 2030 وأهداف التنمية المستدامة وإن قيادات ومؤسسات كثيرة تنفذ فعلًا حلولًا مبتكرة في هذا الصدد، من تصميم دور عبادة صديقة للبيئة إلى تشجيع أتباعها على ممارسة أنماط حياة مستدامة ومساءلة القيادات الحكومية عن الطاقة النظيفة".
وبيَّن الدكتور الحارثي أن المنتدى جاء في الوقت المناسب تمامًا، وذلك نظرًا إلى تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي يظهر أن المجتمع الدولي يتخلف عن تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
وأضاف الدكتور الحارثي قائلًا: "وإذ يُتوقَّع أن تؤدي تقلبات الطقس القاسية إلى طرد الآلاف من لاجئي المناخ من منازلهم والإسهام في الفقر وانعدام الأمن الغذائي، فإن العديد من المنظمات الدينية تعمل جاهدة على معالجة هذه الأزمات الإنسانية وهي بحاجة إلى أن تكون مزوَّدة بما يلزم للتعامل مع آثار تغير المناخ".
وأعرب نائب الأمين العام لكايسيد، سعادة السفير أنطونيو دي ألميدا ريبيرو، الذي حضر الفعالية أيضًا عن أمله في أن يصل صدى التوصيات التي قُدمت في هذا المنتدى السنوي للشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة إلى غرف الاجتماعات في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP27).
وقال السفير ريبيرو: "إن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ القادم هو أهم محادثة عالمية عن تغير المناخ. ومع أن العلماء قد رسموا صورة قاتمة جدًّا لتقدمنا هذا العام، تحظى القيادات الدينية باهتمام 80% من سكان العالم ولديها قدرة هائلة على دفع التغيير قُدمًا. وعليه، فإنني أحث شركاءنا في الأمم المتحدة على إعلاء أصواتها في المؤتمر وتسليط الضوء على أهمية شراكاتها".
وفي الأيام القليلة المقبلة، سيضم فريق النقاش في المنتدى السنوي للشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة كلًّا من مايك والتنر، مدير برنامج منطقة آسيا الخاص بكايسيد، وزملاء كايسيد الحاخام جيف بيرغر ويودهيستر جوفيندا داس وغانغا نانديني وأمانة نوريش. وبجانب ذلك، ستدير ريناتا نيلسون من كايسيد عدد من جلسات الحوار وستمثل كايسيد في الفريق التوجيهي. وإنهم جميعًا، وغيرهم من شركاء كايسيد، يخططون لإثارة القضايا الرئيسة مثل استنهاض همم القيادات الدينية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ الحلول المتعلقة بالمياه والصرف الصحي (WASH) وتعزيز الأهداف القائمة على العلم للجهات الفاعلة الدينية وإبراز احتياجات النساء والشعوب الأصلية.
وعلى هامش الفعالية، استغل الدكتور الحارثي والسفير دي ألميدا ريبيرو الوقت للقاء شركاء كايسيد وزملائه القدامى أعضاء الشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة.
وعبرت قيادة كايسيد، بصفتها عضوًا في الفريق التوجيهي للشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة، عن تمسك المركز بالشراكة ومهمتها المتمثلتين في تعزيز التعاون المتعدد القطاعات بشأن التنمية المستدامة، مع التركيز الخاص على الجهات الفاعلة ومنظمات القيم الدينية.
ومنذ أن انضم كايسيد إلى الشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة في عام 2016، نشط في الإسهام في تحسين مسارات عمل الشراكة وخطتها ومبادراتها، ومنها "الحفاظ على السلام" و"المساواة بين الرجال والنساء والتمكين" و"الصحة" و"المياه والبيئة والعمل المناخي" و"حرية الدين والمعتقد" و"الاستجابة لأزمة الغذاء".
وبجانب العمل في أربعة من مسارات العمل، تعاون كايسيد في عام 2022 مع الشراكة على تنظيم عدة أحداث، مثل اجتماع ويلتون بارك بخصوص حرية الدين والمعتقد وجداول أعمال التنمية المستدامة (المملكة المتحدة) والنساء والشباب والقيادات الدينية والسلام والأمن (تايلند) وإشراك الجهات الفاعلة الدينية في القضايا المتصلة بانعدام الأمن الغذائي (نيجيريا) واجتماع مائدة مستديرة بشأن السياسات (بالي).
وختامًا، قال السفير ريبيرو: "لقد أمضى كايسيد سنوات عديدة في جمع المجتمع الديني مع صانعي السياسات، ولا سيَّما فيما يتعلق بقضايا التنمية. ولأن الشراكة العالمية بشأن الدين والتنمية المستدامة كانت الشريك المهم في هذا الشأن، فإننا حريصون على دفع العمل معها قدمًا حتى تحقيق جميع أهدافنا".