ببالغ الحزن والأسى، ينعى مركز الحوار العالمي (كايسيد) وفاة فضيلة الإمام عمر كوبين لاياما صانع السلام والوسيط في حل الصراعات البارز في جمهورية أفريقيا الوسطى، عن عمر يناهز 62 عامًا.
وتعليقًا على رحيل مهندس السلام، قال معالي الأستاذ فيصل بن معمر الأمين العام لـمركز الحوار العالمي:" إن رحيل الإمام لاياما عن عالمنا خسارة كبيرة لمجتمع بناة جسور السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى الذين يعملون من أجل مستقبل موحد ومشترك لجميع مواطني أفريقيا الوسطى. لم يكن الإمام لاياما واحدًا من مؤسسي منصة تعزيز الحوار بين أتباع الأديان في جمهورية أفريقيا الوسطى (PCRC) وصاحب المبادرة في تعزيز عملها وتطويرها فحسب، بل إنه كان أيضًا شخصية رئيسة في المجتمع الإسلامي في جمهورية أفريقيا الوسطى".
لطالما التزم الإمام لاياما، الذي شغل منصب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لجمهورية أفريقيا الوسطى، بمهمته السامية القائمة على منع العنف الطائفي الذي يمزق البلاد منذ عام 2013. وخاصة وأن بلاده كانت تشهد موجة نزوح قسرية تقدر بأكثر من مليون شخص، مما جعل هذه الأزمة واحدة من أسوء الكوارث الإنسانية في عصرنا.
وتكريمًا لجهود الإمام لاياما في ترسيخ السلام والتعايش السلمي إلى جانب رفيقا درب السلام كبير الأساقفة في مدينة بانغي المطران ديودون نزابالينغا والقس نيكولاس جريكويام جبانجو، اللذين أسسا معه منصة الحوار بين أتباع الأديان في عام 2012 لتعزيز المصالحة في البلاد، اختارته مجلة التايم الأمريكية الشهيرة ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة على مستوى العالم في عام 2014.
وفي مقابلته مع مجلة التايم تعليقًا على اختياره ضمن قائمة المؤثرين، قال الإمام: "يحاول السياسيون اللعب على وتر الدين لخدمة مصالحهم السياسية ونشر بذور الكراهية والحرب والفتنة".
ودليلًا على تأثيره الكبير في إرساء السلام في البلاد، فقد أقيمت جنازة الإمام لاياما في منطقة بي كيه 5 (PK5) ذات الأغلبية المسلمة، بحضور ضيوف من بينهم رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى وأعضاء من الطائفتين المسيحية والإسلامية.
وعلى مر السنين الماضية، كانت تجمع الإمام لاياما ومركز الحوار العالمي علاقات تعاون وصداقة متينة. وتشرف المركز باستقباله عدة مرات في مقره الرئيسي في مدينة فيينا بالنمسا لمناقشة الفرص المتاحة لدعم جهود تطوير منصة تعزيز الحوار بين أتباع الأديان في جمهورية أفريقيا الوسطى، المدعومة من مركز الحوار العالمي، وجهود بناء السلام الأخرى في البلاد.
تتماشى رؤية الإمام لاياما بشأن التماسك الاجتماعي في جميع أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى تماشيًا جيدًا مع مهمة مركز الحوار العالمي وبرنامج عمله الذي يجري تنفيذه بفضل الشراكات القيمة والفاعلة مع الأفراد مثل الإمام لاياما والمنظمات الأخرى مثل منصة الحوار بين أتباع الأديان في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وتأكيدًا على استكمال مسيرة الإمام لاياما يقول معالي الأمين العام للمركز: "إنني على ثقة من أن عمل الإمام لاياما سيستمر بفضل مثابرة منصة تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والتزام المركز دعم هذه المنصة وتنفيذ أهدافنا المشتركة في إحلال السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى".