تهدف منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي، التي يدعمها مركز الحوار العالمي (كايسيد)، إلى دعم تنفيذ 60 مشروعًا حواريًا وراعيتها في المنطقة العربية في عام 2020، وهذا لتعزيز التعاون والحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وتركز هذه المشاريع على ثلاثة من أهم مواضيع الساعة لهذا العام: أولها — مكافحة خطاب الكراهية، وثانيها — التعاون بين أتباع الأديان لمواجهة العديد من التحديات التي تُحدثها جائحة كوفيد-19، وثالثها — دعم تعزيز المواطنة المشتركة من خلال تعزيز التربية الحاضنة للتنوع الديني والتوعية.
وتُشرك مبادرة "60 مشروعًا حواريًا" جميع المؤسسات ومنظمات القيم الدينية وكذلك منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والجامعات ووسائل الإعلام، والأفراد نساءً وشبابًا. كما تشمل المبادرة دعم 44 منظمة و16 فردًا (10 نساء و 6 رجال) من العراق ولبنان والمغرب وفلسطين والأردن ومصر والسودان وموريتانيا والصومال والمملكة العربية السعودية والجزائر وتونس وليبيا والبحرين واليمن.
وتعليقًا على أهمية هذه المبادرات الفردية من نوعها في العالم العربي، قال معالي الأستاذ فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الحوار العالمي: إن هذه المبادرات مهمة للغاية؛ لأن أعضاء هذه المنظمات ينحدرون من صلب هذه المجتمعات، وبالتالي فهم عارفون باحتياجات مجتمعاتهم وانشغالاتها. ومع ذلك، نحن نسعى إلى تمكينهم من تطبيق المهارات التي يكتسبونها من تدريبات المركز من أجل إيجاد حلول سلمية ومستدامة لتحديات اليوم، وبالتالي خدمة مجتمعاتهم بشكل أفضل. وأضاف: لا يمكن تحقيق تغيير حقيقي وإيجابي على المستوى المحلي والشعبي إلا إذا قمنا بإشراك الناس على أرض الواقع وتمكينهم من إحداث فرق.
وقد أطلقت المبادرة فعليًا في 30 سبتمبر 2020، حيث تمكن المشاركون والخبراء من التعرف على مبادرات بعضهم البعض. كما وفر الاجتماع عبر الإنترنت مساحة لهم للتواصل والتخطيط للتعاون المستقبلي.
وانطلاقاً من الأولويات الإستراتيجية للمركز لإشراك صانعي القرار مع القيادات ومؤسسات القيم الدينية، فقد شارك أحمد عظوم، وزير الشؤون الدينية التونسي، في فعاليات إطلاق مبادرة 60 مشروعًا حواريًا، حيث تحدث عن أهمية الحوار بين أتباع الأديان ودوره في إرساء السلام بين المجتمعات. وقد أتيحت للمشاركين فرصة التواصل معه بشكل مباشر، كما تواصلوا أيضا مع خبراء من مركز الحوار العالمي.
واختتمَ الأمين العام للمركز، معالي الأستاذ فيصل بن معمر، كلمته بتهنئة المشاركين، كما تعهد بتقديم الدعم الكامل لمشاريعهم، فقال: نحن فخورون جدًا بجهود منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي، وسنفعل كل ما في وسعنا لدعم مبادرات 60 مشروعًا حواريًا لتحقيق أقصى تأثير لها في مجتمعاتهم، والتغلب على التحديات وبناء مجتمعات أكثر استقرارًا وشمولية.