استضاف مركز الحوار العالمي "كايسيد" رفقة تحالف منظمات القيم الدينية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) ندوة دراسية إلكترونية في 4 من يونيو عام 2020 تضم خبراءَ بارزين للتباحث بشأن الكيفية التي يمكن بها منظمات القيم الدينية تحسين مستوى مواءمة جهودها مع محاولات التصدي للتحديات التي يفرضها تغير المناخ.
و شارك في هذه الندوة، التي تحمل عنوان "الإيمان من أجل الأرض: تغير المناخ والعدالة البيئية"، كلٌّ من: الاقتصادي الشهير جيفري ساكس والدكتور هارالد إيجيرر رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة في فيينا وخورخي إدواردو ريوس رئيس البرنامج العالمي لمكافحة جرائم الحياة البرية والغابات التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وكيران بالي الرئيس العالمي لمبادرة الأديان المتحدة والبروفيسور روبرتو مانويل كارليس رئيس جمعية الدفاع الاجتماعي.
وإذ أقرَّت الأمم المتحدة بأنَّ منظمات القيم الدينية هي جهات فاعلة رئيسة في القضاء على الفقر وإتاحة فرص حصول الجميع على التعليم الجيد النوعية وتحسين الرعاية الصحية وتحقيق التنمية المستدامة، فقد أصبح يُنظر إليها أكثر فأكثر على أنَّها أحد الشركاء المهمين في ميدان حماية البيئة.
ثم إنَّه في حين تدعو القيادات العالمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تغير المناخ، فإنَّ المنظمات الدولية باتت تتجه اليوم إلى المجتمعات الدينية للعمل على خلق استجابة منسَّقة لإحدى القضايا الإنسانية والإنمائية الأكثر إلحاحًا على المستوى العالمي. وعلى هذا، سيُبحث هذا الموضوع في أثناء الندوة القادمة وعبر مواردَ إلكترونيةٍ جديدة ستُطلق على مدار هذا العام.
الدور الفريد للقيادات الدينية
ولأنَّ أكثر من 80% من سكان العالم لديهم معتقَد ديني، فمن المسلَّم به أنَّ القيادات الدينية لها أهمية بالغة في مكافحة تغير المناخ انطلاقًا من قدرتها على تقديم نماذجَ لسلوكيات مستدامة تُحتذى في مجتمعاتها الخاصة ورفع مستوى الوعي والتحدث باسم الفئات الأشد ضعفًا.
كذلك وطبقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإنَّ "منظمات القيم الدينية تتمتع بقدرة لا نظير لها على الوصول إلى الناس وتعبئة الموارد، نظرًا إلى عدد أتباعها الهائل في كل ركن من أركان العالم وحتى في المناطق النائية التي ستكون نتيجة مكافحة التدهور البيئي فيها هي إمَّا الفوز وإمَّا الخسارة".
وبناءً على ما سبق، فإنَّ مركز الحوار العالمي (كايسيد) -الذي يلتزم خطةَ الأمم المتحدة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة- يدرك أنَّ القيادات الدينية في وضع فريد يسمح لها بمعالجة قضايا مثل إزالة الغابات وندرة المياه والأمن الغذائي؛ إذ يهدد كثير من هذه القضايا مجتمعاتها المحلية تهديدًا صريحًا وواضحًا. وإنَّ منظمات قيم دينية كثيرة تقدم فعلًا المساعدات وخدمات الإغاثة في أعقاب الكوارث المرتبطة بالمناخ، وهي إلى جانب ذلك أكثر من راغبة في القيام بدور وقائي واستباقي أكبر.
الموارد والشراكات في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة
ومن أجل دعم جهود القيادات الدينية الرامية إلى النهوض بالمقاصد العالمية وتعزيز العدالة المناخية، فإنَّ المركز يوسع أدواته وموارده بواسطة منصة المعرفة والحوار الخاصة به. وإضافة إلى الندوة المقبلة، يعتزم المركز الشروع في سلسلة من الدورات التدريبية الإلكترونية الجديدة بالاشتراك مع وكالات الأمم المتحدة، مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNAOC) وجامعة الأمم المتحدة للسلام (UPEACE) لتزويد القيادات الدينية بالأدوات والمنهجيات اللازمتَين لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة بفعالية في بلدانها ومجتمعاتها المحلية.
زيادة على ذلك، فإنَّ المركز قد دخل الآن في مراحل التخطيط الأولى لدورة تدريبية إلكترونية مستقلة ومُعتمَدة تستهدف بالتحديد دور الدين في حماية البيئة، وسوف تُطوَّر الندوة تلك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة. ثم إنَّ موارد المركز الإلكترونية ترمي إلى تعزيز نتائج منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين القادم لعام 2020، الذي سيركز على "حماية كوكب الأرض بتعزيز الجهود الجماعية لحماية مشاعاتنا العالمية" بوصفها أحد موضوعاته الرئيسة.
وبانعقاده ضمن إطار الشراكة بين مركز الحوار العالمي تحالف الأمم المتحدة للحضارات وجمعية القيم الدينية لمجموعة العشرين ولجنة الحوار الوطني في المملكة العربية السعودية، فإنَّ المنتدى يتيح منصة لصانعي السياسات والقيادات الدينية للتعاون على خطط عالمية قُبيل انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين السنوية.
وسوف يعقد المنتدى هذا العام مناقشات إقليمية ودولية بخصوص مجموعة واسعة من القضايا التنموية، ومنها الوصول إلى المياه النظيفة والتزام الشبكات الإيمانية الحدَّ من مخاطر الكوارث والشراكات العملية لمعالجة تغير المناخ والتشديد على حماية الغابات المطيرة.
وعليه، إن كنت راغبًا في مشاهدة تسجيل للندوة الدراسية الإلكترونية أو معرفة المزيد بشأن أدوات المركز الإلكترونية ومصادره، فاضغط هنا.