هدف الملتقى إلى دعم وتعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي والتفاهم والتعاون في الدول التي يتعايش فيها أتباع الأديان والثقافات المتنوعة؛ حفاظًا على التنوع الديني والثقافي من خلال تطوير طرائق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة أهداف الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وقال الدكتور محمد أبو نمر، كبير مستشاري مركز الملك عبد الله العالمي للحوار أن هذا الملتقى هو النشاط الثاني الذي تعقده منصة الحوار منذ إطلاقها موضحًا أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تساهم في تعزيز الفهم والاحترام والتعاون ونشر ثقافة الحوار.
وأضاف أبو نمر: إن وسائل التواصل الاجتماعي أداة يستخدمها المتطرفين لأنها تتيح وصولًا وتواصلًا سريعًا فيما يتصل بالعديد من المواضيع، بما في ذلك التجنيد والتطرف، لذلك، مشيرًا إلى الحاجة إلى خطاب مضاد يدعو إلى التعايش السلمي تحت مظلة المواطنة المشتركة مشيرا إلى أنه ومن خلال سلسلة التدريبات الإقليمية التي أقامها المركز في أنحاء العالم العربي ضمن ملتقى "وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار" نمد أيدينا مباشرة للشباب حتى تتوفر لهم بدائل للخطاب المتطرف.
وقال: "نحن في المركز، نهتم بعلاقات التعاون المثمرة مع المنظمات المحلية حيث نعقد أنشطتنا بالتعاون مع الشركاء الذين يساهمون في تعزيز رسالتنا، مثل تعاوننا مع منظمة اليونسكو في لبنان لعقد هذا التدريب المهم. إن أهدافنا في كايسيد متوافقة مع أهداف اليونسكو، حيث أن كلا المنظمتين تعملان لتعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات والشعوب، على أسس الاحترام المتبادل والقيم المشتركة. وكلا المنظمتان تأمل الوصول إلى حلول سلمية مستدامة، تعزز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة."
من جانب آخر، قال السيد جورج عواد من يونيسكو: "إن منظمة يونيسكو لطالما آمنت بالشباب وقدراتهم في بناء مجتمعاتهم، وبالأخص منطقتنا العربية حيث أن الشباب يمثل اكثر من 30% من المجتمع. ومن هنا، وضعت المنظمة استراتجيه عالمية خاصة بالشباب (2014 - 2021). فانعكس ذلك على كافة قطاعات اليونسكو؛ التربية، والثقافة، والعلوم، والاتصال والمعلومات. فكان العمل مع الشركاء وكافة شرائح المجتمع، ولاسيما الشباب والمرأة، على مكافحة التطرف، وحل النزاع، والحوار، والدمج الاجتماعي، والتربية الإعلامية، وصولا إلى التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا مهمًا في حياتنا اليومية.
من هنا، يأتي تعاوننا الطبيعي مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار لاستخدام كافة الوسائل والإمكانات للعمل على خلق ونشر ثقافة الحوار، وتقبل الآخر، والقيم الإنسانية، وبعيداً عن كل أشكال التطرف، والكراهية."
وشدد المشاركون على أهمية نشر ثقافة الحوار والتعايش المشترك بين الشباب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية نشر الوسطية والاعتدال وتقبل الآخر خلال الحوار باعتباره أساس نجاح أي حوار أو نقاش عام، والابتعاد عن التشبث بالفكر الخاص دون تفهم الآخر وفكره وأكدوا على أهمية تعميم الفكر التشاركي الجماعي والتعددي وضرورة نشر القيم الإنسانية والابتعاد عن رفض الآخر وإقصاءه.
وأتاح الملتقى لنحو 50 شابا وشابة من عدة أديان وثقافات فرصة فريدة لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب بعضهم البعض بهدف تطوير الحوار المتبادل بغض النظر عن العرق أو الدين وبهدف خلق جيل شاب قادر على مواجهة التحديات ونشر ثقافة الحوار واحترام التنوع .