مقابلة الدكتورة أسماء الشبول

10 أغسطس 2017

الشبول: معرفة غنية يمنحها برنامج زمالة "كايسيد" وإسهاماته في المجتمع كثيرة

ثمنت  الدكتورة بكلية الشريعة في جامعة اليرموك أسماء الشبول الدور الذي يقوم به  مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) معتبرة أنه مؤسسة دولية رائدة تقوم بدور فاعل ومميز في نشر ثقافة الحوار بما يسهم في تحقيق مبادئ التعايش السلمي مع الآخر.

وقالت الشبول التي تشارك في برنامج كايسيد للزمالة الدولية في نسخته العربية، أن مشاركتها في البرنامج تجربة مميزة، بل الأكثر تميزا في مسيرتها العلمية، فقد أتاحت لها الفرصة للتعارف وتبادل الخبرات مع زملاء وزميلات من العالم العربي من ديانات متعددة وخلفيات ثقافية متنوعة.

وشددت على أن المعرفة التي يمنحها برنامج الزمالة الدولية في العالم العربي في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات معرفة غنية تسهم في بلورة تعامل واع بين عناصر المجتمعات العربية على تنوع خلفياتها الثقافية وتعدد أيديولوجياتها الفكرية، كما تسهم بفعالية في نزع فتيل الصراعات الدامية التي تعيشها أكثر الدول العربية والتي أودت بحياة الملايين من الناس.

وتاليا نص المقابلة:

ماذا تعني لك المشاركة في برنامج كايسيد للزمالة الدولية؟

الشبول: إن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) مؤسسة دولية رائدة تقوم بدور فاعل ومميز في نشر ثقافة الحوار بما يسهم في تحقيق مبادئ التعايش السلمي مع الآخر، وتعد مشاركتي في برنامج الزمالة بنسخته العربية تجربة مميزة، بل الأكثر تميزا في مسيرتي العلمية، فقد أتاحت لي الفرصة للتعارف وتبادل الخبرات مع زملاء وزميلات من العالم العربي من ديانات متعددة وخلفيات ثقافية متنوعة، وهذا لا يتسنى لي في غير هذا البرنامج.

كيف يمكن استثمار المعرفة التي يمنحها برنامج الزمالة الدولية في العالم العربي في بناء شبكة من مجتمع فعال عبر الحدود يضم صناع السلام لإقامة الحوار بين أتباع الأديان وإيجاد حلول مستدامة للسلام والتعايش السلمي؟

الشبول: إن المعرفة التي يمنحها برنامج الزمالة الدولية في العالم العربي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات معرفة غنية تسهم في بلورة تعامل واع بين عناصر المجتمعات العربية على تنوع خلفياتها الثقافية وتعدد أيديولوجياتها الفكرية، كما تسهم بفعالية في نزع فتيل الصراعات الدامية التي تعيشها أكثر الدول العربية والتي أودت بحياة الملايين من الناس، من خلال وجود حوار بنّاء بين أتباع الأديان المتعددة يضمن لأصحابها التعايش السلمي فيما بينهم، والعمل يد واحدة في تعزيز ثقافة احترام التنوع.

إلى أي مدى يمكن للقيادات والمؤسسات الدينية، إلى جانب صانعي القرار ومكونات المجتمع كافة، أن تدفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب، في ظل تنامي ظواهر التطرف والإرهاب والعنف بإسم الدين؟

الشبول: في ظل تصاعد ظواهر الإرهاب والتطرف والإسلاموفوبيا والتعصب ومحاولة نفي الآخر، فإن ذلك يستلزم تضافر جهود مكونات المجتمع كافة، لا سيما القيادات والمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية بشكل خاص، فإنها تضطلع بدور كبير في بدء الحوار، والتأكيد على تنوع الناس فكراً وعقيدةً وثقافةً، وهذه بداية الطريق لتحقيق التسامح والتعايش السلمي، كما يظهر دورها في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الآخر لدى الناس.

ما هو برأيك أهمية إطلاق مبادرات محلية وإقليمية وعالمية لمكافحة الإرهاب ولمعالجة التطرف والحد منه وترسيخ الوسطية والاعتدال ونشر ثقافة الحوار دينياً وتعليمياً وثقافياً واجتماعياً؟

الشبول: تكمن أهمية إطلاق مثل هذه المبادرات في توعية جيل الشباب وتوجيههم للحيلولة دون الوقوع في شبكات التطرف الفكري، واستثمار طاقاتهم في البناء والإنتاج ليكونوا لبنة أساسية في بناء ثقافة السلام ومكافحة التطرف، وتعزيز قيم الاعتدال وقبول الآخر.

كيف يمكن أن تسهمي في العمل من أجل الحفاظ على التنوع الديني والثقافي في ضوء المواطنة المشتركة، وتوفير منصات تسهم في إحداث تغيير إيجابي لدعم وتعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي، وقيم الحوار والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة؟

الشبول: أنا كعضو في المجتمع تقع علي كذلك مسؤولية المساهمة في إحداث تغيير إيجابي لدعم وتعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي، وقيم الحوار والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة، فمن خلال عملي في مؤسسة تعليمية جامعية أسعى إلى تمكين الطلبة من زاد علمي ومعرفي يُسهم بصورة فعالة في تزويد الشباب الجامعين بعقلية تؤمن بالقيم الإنسانية وتحترم حق الاختلاف والتنوع، وإدخال موضوع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والمواطنة المشتركة والقيم الإنسانية في المحاضرات.